responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 250

المسلمين فيما صنعوا، و قالت قريش: قد استحل محمد و أصحابه الشهر الحرام و سفكوا فيه الدم و أخذوا فيه الأموال و أسروا فيه الرجال، فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان، و قالت يهود: تفاءل بذلك على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عمرو بن الحضرميّ قتله واقد بن عبد اللَّه، عمرو عمرت الحرب، و الحضرميّ حضرت الحرب و واقد بن عبد اللَّه وقدت الحرب فجعل اللَّه ذلك عليهم لا لهم، فلما أكثر الناس في ذلك أنزل اللَّه تعالى على رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ إِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَ لا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل اللَّه مع الكفر به و عن المسجد الحرام و إخراجكم منه و أنتم أهله أكبر عند اللَّه من قتل من قتلتم منهم و الفتنة أكبر من القتل أي قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند اللَّه من القتل، ثم هم مقيمون على أخبث ذلك و أعظمه غير تائبين و لا نازعين، و لهذا قال اللَّه تعالى‌ وَ لا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا الآية.

قال ابن إسحاق: فلما نزل القرآن بهذا الأمر و فرج اللَّه عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق، قبض رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) العير و الأسيرين، و بعثت قريش في فداء عثمان و الحكم بن كيسان فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا»- يعنى سعد بن أبى وقاص و عتبة بن غزوان- فانا نخشا كم عليهما. فان تقتلوهما نقتل صاحبيكم.

فقدم سعد و عتبة فافداهما رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فاما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه و أقام عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا، و أما عثمان بن عبد اللَّه فلحق بمكة فمات بها كافرا. قال ابن إسحاق: فلما تجلى عن عبد اللَّه بن جحش و أصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر، فقالوا يا رسول اللَّه أ نطمع أن تكون لنا غزاة نعطي فيها أجر المجاهدين؟ فانزل اللَّه فيهم‌ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ فوصفهم [1] اللَّه من ذلك على أعظم الرجاء.

قال ابن إسحاق: و الحديث في ذلك عن الزهري و يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير. و هكذا ذكر موسى بن عقبة في مغازيه عن الزهري و كذا روى شعيب عن الزهري عن عروة نحوا من هذا و فيه، و كان ابن الحضرميّ أول قتيل قتل بين المسلمين و المشركين. و قال عبد الملك بن هشام: هو أول قتيل قتله المسلمون، و هذه أول غنيمة غنمها المسلمون، و عثمان و الحكم بن كيسان أول من أسره المسلمون.


[1] كذا بالأصلين، و في ابن هشام: فوضعهم اللَّه من ذلك و لعله الصواب.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست