responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 251

قلت. و قد تقدم فيما رواه الامام احمد عن سعد بن أبى وقاص أنه قال: فكان عبد اللَّه بن جحش أول أمير في الإسلام. و قد ذكرنا في التفسير لما أورده ابن إسحاق شواهد مسندة فمن ذلك ما

رواه الحافظ أبو محمد بن أبى حاتم حدثنا أبى حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمي حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه حدثني الحضرميّ عن أبى السوار عن جندب بن عبد اللَّه‌ أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعث رهطا و بعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة بن الحارث، فلما ذهب بكى صبابة إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فجلس، فبعث عليهم مكانه عبد اللَّه بن جحش و كتب له كتابا و أمره أن لا يقرأه حتى يبلغ مكان كذا و كذا. و قال «لا تكرهن أحدا على المسير معك من أصحابك» فلما قرأ الكتاب استرجع و قال سمعا و طاعة للَّه و لرسوله، فخبرهم الخبر و قرأ عليهم الكتاب فرجع منهم رجلان و بقي بقيتهم‌

فلقوا ابن الحضرميّ فقتلوه و لم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فانزل اللَّه‌ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ الآية. و قال إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن أبى مالك عن أبى صالح عن ابن عباس و عن مرة عن ابن مسعود عن جماعة من الصحابة يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ و ذلك أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعث سرية و كانوا سبعة نفر عليهم عبد اللَّه بن جحش و فيهم عمار بن ياسر و أبو حذيفة بن عتبة و سعد بن أبى وقاص و عتبة بن غزوان و سهل بن بيضاء و عامر بن فهيرة و واقد بن عبد اللَّه اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب، و كتب لابن جحش كتابا و أمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن ملل فلما نزل بطن ملل فتح الكتاب فإذا فيه أن سر حتى تنزل بطن نخلة فقال لأصحابه: من كان يريد الموت فليمض و ليوص فاننى موص و ماض لأمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فسار و تخلف عنه سعد و عتبة أضلّا راحلة لهما فأقاما يطلبانها، و سار هو و أصحابه حتى نزل بطن نخلة فإذا هو بالحكم بن كيسان و المغيرة بن عثمان و عبد اللَّه بن المغيرة. فذكر قتل واقد لعمرو بن الحضرميّ و رجعوا بالغنيمة و الأسيرين فكانت أول غنيمة غنمها المسلمون. و قال المشركون إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة اللَّه و هو أول من استحل الشهر الحرام و قتل صاحبنا في رجب. و قال المسلمون إنما قتلناه في جمادى. قال السدي و كان قتلهم له في أول ليلة من رجب و آخر ليلة من جمادى الآخرة.

قلت: لعل جمادى كان ناقصا فاعتقدوا بقاء الشهر ليلة الثلاثين، و قد كان الهلال رئي تلك الليلة فاللَّه أعلم. و هكذا روى العوفيّ عن ابن عباس أن ذلك كان في آخر ليلة من جمادى، و كانت أول ليلة من رجب و لم يشعروا و كذا تقدم في حديث جندب الّذي رواه ابن أبى حاتم. و قد تقدم في سياق ابن إسحاق أن ذلك كان في آخر ليلة من رجب و خافوا إن لم يتداركوا هذه الغنيمة و ينتهزوا هذه الفرصة دخل أولئك في الحرم فيتعذر عليهم ذلك فاقدموا عليهم عالمين بذلك و كذا قال الزهري‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست