responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 223

و سألت عامرا فقال:

إني وجدت الموت قبل ذوقه‌* * * إن الجبان حتفه من فوقه‌

و سألت بلالا فقال:

يا ليت شعرى هل أبيتن ليلة* * * بفخ و حولي إذخر و جليل‌

فأتت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فأخبرته، فنظر إلى السماء و قال: «اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، اللَّهمّ بارك لنا في صاعها و في مدها، و انقل وباءها إلى مهيعة» و هي الجحفة فيما زعموا و كذا رواه النسائي عن قتيبة عن الليث به و رواه الامام احمد من طريق عبد الرحمن بن الحارث عنها مثله.

و قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ و أبو سعيد بن أبى عمرو. قالا: ثنا أبو العباس الأصم حدثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة و هي أوبأ أرض اللَّه، و واديها بطحان نجل. قال هشام: و كان وباؤها معروفا في الجاهلية، و كان إذا كان الوادي وبيئا فأشرف عليها الإنسان قيل له أن ينهق نهيق الحمار، فإذا فعل ذلك لم يضره وباء ذلك الوادي. و قد قال الشاعر حين أشرف على المدينة:

لعمري لئن عبرت من خيفة الردى‌* * * نهق الحمار اننى لجزوع‌

و روى البخاري من حديث موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة- و هي الجحفة فأولتها أن وباء المدينة نقل الى مهيعة- و هي الجحفة-» هذا لفظ البخاري و لم يخرجه مسلم و رواه الترمذي و صححه و النسائي و ابن ماجة من حديث موسى بن عقبة.

و قد روى حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن عائشة قالت: قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة و هي وبيئة، فذكر الحديث بطوله إلى قوله و انقل حماها الى الجحفة. قال هشام: فكان المولود يولد بالجحفة فلا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى. و رواه البيهقي في دلائل النبوة. و قال يونس عن ابن إسحاق: قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة و هي وبيئة، فأصاب أصحابه بها بلاء و سقم حتى أجهدهم ذلك، و صرف اللَّه ذلك عن نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و قد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال: قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه صبيحة رابعة- يعنى مكة- عام عمرة القضاء، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وفد قد وهنهم حمى يثرب، فأمرهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يرملوا و أن يمشوا ما بين الركنين، و لم يمنعه أن يرملوا الأشواط كلها إلا الا بقاء عليهم.

قلت: و عمرة القضاء كانت في سنة سبع في ذي القعدة فاما أن يكون تأخر دعاؤه (عليه السلام) بنقل الوباء إلى قريب من ذلك، أو أنه رفع و بقي آثار منه قليل، أو أنهم بقوا في خمار و ما كان أصابهم من ذلك الى تلك المدة و اللَّه أعلم و قال زياد عن ابن إسحاق: و

ذكر ابن شهاب الزهري‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست