responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 222

ابن أبى شيبة عن هشام مختصرا.

و في رواية البخاري له عن أبى أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره و زاد بعد شعر بلال ثم يقول: اللَّهمّ العن عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة و أمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللَّهمّ بارك لنا في صاعها و في مدها و صححها لنا و انقل حماها إلى الجحفة» قالت و قدمنا المدينة و هي أوبأ أرض اللَّه، و كان بطحان يجرى نجلا [1]- يعنى ماء آجنا-

و قال زياد عن محمد بن إسحاق حدثني هشام بن عروة و عمر بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة قدمها و هي أوبأ أرض اللَّه من الحمى فأصاب أصحابه منها بلاء و سقم و صرف اللَّه ذلك عن نبيه قالت فكان أبو بكر و عامر بن فهيرة و بلال موليا أبى بكر في بيت واحد فاصابتهم الحمى فدخلت عليهم أدعوهم و ذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب و بهم ما لا يعلمه إلا اللَّه من شدة الوعك فدنوت من أبى بكر فقلت كيف تجدك يا أبه؟ فقال:

كل امرئ مصبح في أهله‌* * * و الموت أدنى من شراك نعله‌

قالت فقلت و اللَّه ما يدرى أبى ما يقول، قالت ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت كيف تجدك يا عامر؟ قال:

لقد وجدت الموت قبل ذوقه‌* * * إن الجبان حتفه من فوقه‌

كل امرئ مجاهد بطوقه‌* * * كالثور يحمى جلده بروقه‌

قال فقلت و اللَّه ما يدرى ما يقول، قالت و كان بلال إذا أدركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته فقال:

ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة* * * بفخ و حولي إذخر و جليل‌

و هل أردن يوما مياه مجنة* * * و هل يبدون لي شامة و طفيل‌

قالت عائشة: فذكرت لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ما سمعت منهم و قلت إنهم ليهذون و ما يعقلون من شدة الحمى فقال: «اللَّهمّ حبب إلينا المدينة، كما حببت إلينا مكة أو أشد، و بارك لنا في مدها و صاعها، و انقل وباءها إلى مهيعة» و مهيعة هي الجحفة.

و قال الامام احمد: حدثنا يونس ثنا ليث عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى بكر بن إسحاق بن يسار عن عبد اللَّه بن عروة عن عروة عن عائشة قالت‌ لما قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة اشتكى أبو بكر و عامر بن فهيرة مولى أبى بكر و بلال، فاستأذنت عائشة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في عيادتهم فاذن لها، فقالت لأبي بكر كيف تجدك؟ فقال:

كل امرئ مصبح في أهله‌* * * و الموت أدنى من شراك نعله‌


[1] نجلا، أي نزا و هو الماء القليل. كذا في النهاية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست