نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 224
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما قدم المدينة هو و أصحابه أصابتهم حمى المدينة حتى جهدوا مرضا، و صرف اللَّه ذلك عن نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى كانوا و ما يصلون إلا و هم قعود، قال فخرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هم يصلون كذلك فقال لهم: «اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم» فتجشم المسلمون القيام على ما بهم من الضعف و السقم التماس الفضل.
فصل في عقده (عليه السلام) الألفة بين المهاجرين و الأنصار بالكتاب الّذي أمر به فكتب بينهم و المؤاخاة التي أمرهم بها و قررهم عليها و موادعته اليهود الذين كانوا بالمدينة
و كان بها من أحياء اليهود بنو قينقاع و بنو النضير و بنو قريظة، و كان نزولهم بالحجاز قبل الأنصار أيام نصر حين دوخ بلاد المقدس فيما ذكره الطبري. ثم لما كان سيل العرم و تفرقت شذر مذر نزل الأوس و الخزرج المدينة عند اليهود فحالفوهم و صاروا يتشبهون بهم لما يرون لهم عليهم من الفضل في العلم المأثور عن الأنبياء لكن من اللَّه على هؤلاء الذين كانوا مشركين بالهدى و الإسلام و خذل أولئك لحسدهم و بغيهم و استكبارهم عن اتباع الحق.
و قال الامام احمد: حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا عاصم الأحول عن أنس بن مالك. قال:
حالف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بين المهاجرين و الأنصار في دار أنس بن مالك. و قد رواه الامام احمد أيضا و البخاري و مسلم و أبو داود من طرق متعددة عن عاصم بن سليمان الأحول عن أنس بن مالك. قال حالف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بين قريش و الأنصار في داري. و قال الامام احمد: حدثنا نصر بن باب عن حجاج- هو ابن أرطاة- قال و حدثنا سريج ثنا عباد عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كتب كتابا بين المهاجرين و الأنصار أن يعقلوا معاقلهم، و أن يفدوا عانيهم بالمعروف و الإصلاح بين المسلمين. قال احمد و حدثنا سريج ثنا عباد عن حجاج عن الحكم عن قاسم عن ابن عباس مثله. تفرد به الامام احمد، و في صحيح مسلم عن جابر. كتب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على كل بطن عقولة. و
قال محمد بن إسحاق: كتب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كتابا بين المهاجرين و الأنصار وادع فيه اليهود و عاهدهم و أقرهم على دينهم و أموالهم و اشترط عليهم و شرط لهم: بسم اللَّه الرحمن الرحيم «هذا كتاب من محمد النبي الأمي بين المؤمنين و المسلمين من قريش و يثرب و من تبعهم فلحق بهم و جاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس، المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم و هم يفدون عانيهم بالمعروف و القسط، و بنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى و كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف و القسط بين المؤمنين، ثم ذكر كل بطن من بطون الأنصار و أهل
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 224