responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 209

فصل‌

و لما حل الركاب النبوي بالمدينة، و كان أول نزوله بها في دار بنى عمرو بن عوف و هي قباء كما تقدم فأقام بها- أكثر ما قيل- ثنتين و عشرين ليلة، و قيل ثماني عشرة ليلة، و قيل بضع عشرة ليلة و قال موسى بن عقبة: ثلاث ليال. و الأشهر ما ذكره ابن إسحاق و غيره أنه (عليه السلام) أقام فيهم بقباء من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، و قد أسس في هذه المدة المختلف في مقدارها- على ما ذكرناه- مسجد قباء، و قد ادعى السهيليّ أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أسسه في أول يوم قدم الى قباء و حمل على ذلك قوله تعالى‌ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‌ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ‌ و رد قول من أعربها من تأسيس أول يوم، و هو مسجد شريف فاضل نزل فيه قوله تعالى‌ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‌ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ‌ كما تكلمنا على تقرير ذلك في التفسير و ذكرنا الحديث الّذي في صحيح مسلم أنه مسجد المدينة و الجواب عنه. و ذكرنا الحديث الّذي‌

رواه الامام احمد حدثنا حسن بن محمد ثنا أبو إدريس ثنا شرحبيل عن عويم بن ساعدة أنه حدثه‌ أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أتاهم في مسجد قباء فقال: «إن اللَّه قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الّذي تطهرون به؟» قالوا: و اللَّه يا رسول اللَّه ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا. و أخرجه ابن خزيمة في صحيحه و له شواهد أخر. و روى عن خزيمة بن ثابت و محمد بن عبد اللَّه بن سلام و ابن عباس.

و قد روى أبو داود و الترمذي و ابن ماجة من حديث يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبى ميمونة عن أبى هريرة عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية.

ثم قال الترمذي غريب من هذا الوجه.

قلت: و يونس بن الحارث هذا ضعيف و اللَّه أعلم. و ممن قال بانه المسجد الّذي أسس على التقوى ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير. و رواه على بن أبى طلحة عن ابن عباس و حكى عن الشعبي و الحسن البصري و قتادة و سعيد بن جبير و عطية العوفيّ و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و غيرهم. و قد كان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يزوره فيما بعد و يصلى فيه، و كان يأتى قباء كل سبت تارة راكبا و تارة ماشيا و

في الحديث: «صلاة في مسجد قباء كعمرة»

و قد ورد في حديث أن جبرائيل (عليه السلام) هو الّذي أشار للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى موضع قبلة مسجد قباء، فكان هذا المسجد أول مسجد بنى في الإسلام بالمدينة، بل أول مسجد جعل لعموم الناس في هذه الملة. و احترزنا بهذا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست