responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 208

نفسه على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليصحبه في الطريق كما قدمنا ثم خرجا على الوجه الّذي تقدم بسطه و تأخر على بن أبى طالب بعد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بأمره ليؤدى ما كان عنده (عليه السلام) من الودائع ثم لحقهم بقباء فقدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يوم الاثنين قريبا من الزوال و قد اشتد الضحاء [1].

قال الواقدي و غيره: و ذلك لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول. و حكاه ابن إسحاق إلا أنه لم يعرج عليه و رجح أنه لثنتى عشرة ليلة خلت منه، و هذا هو المشهور الّذي عليه الجمهور. و قد كانت مدة إقامته (عليه السلام) بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة في أصح الأقوال، و هو رواية حماد بن سلمة عن أبى حمزة الضبيّ عن ابن عباس. قال: بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لأربعين سنة، و أقام بمكة ثلاث عشرة سنة. و هكذا روى ابن جرير عن محمد بن معمر عن روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قال: مكث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمكة ثلاث عشرة.

و تقدم أن ابن عباس كتب أبيات صرمة بن أبى أنس بن قيس:

ثوى في قريش بضع عشرة حجة* * * يذكر لو يلقى صديقا مواتيا

و قال الواقدي عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه استشهد بقول صرمة:

ثوى في قريش بضع عشرة حجة* * * يذكر لو يلقى صديقا مواتيا

و هكذا رواه ابن جرير عن الحارث عن محمد بن سعد عن الواقدي خمس عشرة حجة، و هو قول غريب جدا، و أغرب منه ما قال ابن جرير: حدثت عن روح بن عبادة ثنا سعيد عن قتادة قال: نزل القرآن على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثماني سنين بمكة، و عشرا بالمدينة. و كان الحسن يقول:

عشرا بمكة، و عشرا بالمدينة، و هكذا القول الآخر الّذي ذهب اليه الحسن البصري من أنه أقام بمكة عشر سنين ذهب اليه أنس بن مالك و عائشة و سعيد بن المسيب و عمرو بن دينار فيما رواه ابن جرير عنهم، و هو رواية عن ابن عباس رواها احمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس. قال: أنزل على النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو ابن ثلاث و أربعين، فمكث بمكة عشرا و قد قدمناه عن الشعبي أنه قال: قرن إسرافيل برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثلاث سنين يلقى اليه الكلمة و الشي‌ء و في رواية يسمع حسه و لا يرى شخصه، ثم كان بعد ذلك جبريل. و قد حكى الواقدي عن بعض مشايخه أنه أنكر قول الشعبي هذا، و حاول ابن جرير أن يجمع بين قول من قال إنه (عليه السلام) أقام بمكة عشرا، و قول من قال ثلاث عشرة بهذا الّذي ذكره الشعبي و اللَّه أعلم.


[1] الضحاء قريبا من نصف النهار، و الضحوة ارتفاع أول النهار، و الضحى ما بين ذلك.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست