نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 204
عن شعبة به.
و الآيات و الأحاديث في فضائل الأنصار كثيرة جدا. و ما أحسن ما قال أبو قيس صرمة بن أبى أنس المتقدم ذكره أحد شعراء الأنصار في قدوم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) اليهم و نصرهم إياه و مواساتهم له و لأصحابه رضى اللَّه عنهم أجمعين.
قال ابن إسحاق: و قال أبو قيس صرمة بن أبى أنس أيضا يذكر ما أكرمهم اللَّه به من الإسلام و ما خصهم به من رسوله (عليه السلام):
ثوى في قريش بضع عشرة حجة* * * يذكر لو يلقى صديقا مواتيا
و يعرض في أهل المواسم نفسه* * * فلم ير من يؤوى و لم ير داعيا
فلما أتانا و اطمأنت به النوى [1]* * * و أصبح مسرورا بطيبة راضيا
و ألفي صديقا و اطمأنت به النوى* * * و كان له عونا من اللَّه باديا
يقص لنا ما قال نوح لقومه* * * و ما قال موسى إذ أجاب المناديا
فأصبح لا يخشى من الناس واحدا* * * قريبا و لا يخشى من الناس نائيا [2]
بذلنا له الأموال من جل [3] مالنا* * * و أنفسنا عند الوغى و التآسيا
نعادي الّذي عادى من الناس كلهم* * * جميعا و لو كان الحبيب المواسيا
و نعلم أن اللَّه لا شيء غيره* * * و ان كتاب اللَّه أصبح هاديا [4]
أقول إذا صليت في كل بيعة* * * حنانيك لا تظهر علينا الأعاديا
أقول إذا جاوزت أرضا مخيفة* * * تباركت اسم اللَّه أنت المواليا
فطأ معرضا ان الحتوف كثيرة* * * و انك لا تبقى لنفسك باقيا
فو اللَّه ما يدرى الفتى كيف سعيه* * * إذا هو لم يجعل له اللَّه واقيا
و لا تحفل النخل المعيمة [5] ربها* * * إذا أصبحت ريا و أصبح ثاويا
ذكرها ابن إسحاق و غيره، و رواها عبد اللَّه بن الزبير الحميدي و غيره عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عجوز من الأنصار قالت: رأيت عبد اللَّه بن عباس يختلف الى صرمة بن قيس يروى هذه الأبيات. رواه البيهقي.
[1] و الّذي في ابن هشام: فلما أتانا أظهر اللَّه دينه.
[2] كذا في المصرية، و في ابن هشام و الّذي في الحلبية: باغيا.
[3] كذا في المصرية بالجيم و معناه: العظام الكبار من الإبل أو معظم كل شيء، و في الحلبية و ابن هشام بالحاء المهملة.
[4] و الذي في ابن هشام: و نعلم أن اللَّه أفضل هاديا، و أيضا في ابن هشام اختلاف بسيط عن هذه الرواية في بعض الأبيات.