responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 205

فصل‌

و قد شرفت المدينة أيضا بهجرته (عليه السلام) اليها و صارت كهفا لأولياء اللَّه و عباده الصالحين و معقلا و حصنا منيعا للمسلمين، و دار هدى للعالمين. و الأحاديث في فضلها كثيرة جدا لها موضع آخر نوردها فيه إن شاء اللَّه. و قد ثبت‌

في الصحيحين من طريق حبيب بن يساف عن جعفر بن عاصم عن أبى هريرة. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «إن الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها» و رواه مسلم أيضا عن محمد بن رافع عن شبابة عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نحوه.

و في الصحيحين أيضا من حديث مالك عن يحيى ابن سعيد أنه سمع أبا الحباب سعيد بن يسار سمعت أبا هريرة يقول قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب و هي المدينة تنقى الناس كما ينقى الكير خبث الحديد [1]»

و قد انفرد الامام مالك عن بقية الأئمة الأربعة بتفضيلها على مكة. و قد

قال البيهقي أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ أخبرنى أبو الوليد و أبو بكر بن عبد اللَّه قالا ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو موسى الأنصاري ثنا سعيد بن سعيد حدثني أخى عن أبى هريرة أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «اللَّهمّ انك أخرجتنى من أحب البلاد الى فاسكنى أحب البلاد إليك» فأسكنه اللَّه المدينة.

و هذا حديث غريب جدا و المشهور عن الجمهور أن مكة أفضل من المدينة إلا المكان الّذي ضم جسد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و قد استدل الجمهور على ذلك بأدلة يطول ذكرها هاهنا و محلها ذكرناها في كتاب المناسك من الأحكام إن شاء اللَّه تعالى. و أشهر دليل لهم في ذلك ما

قال الامام احمد حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء أخبره أنه سمع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو واقف بالحزورة في سوق مكة يقول: «و اللَّه إنك لخير أرض اللَّه و أحب أرض اللَّه الى، و لو لا أنى أخرجت منك ما خرجت» و كذا رواه احمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري به. و هكذا رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجة من حديث الليث عن عقيل عن الزهري به. و قال الترمذي: حسن صحيح. و قد رواه يونس عن الزهري به. و رواه محمد بن عمرو عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة، و حديث الزهري عندي أصح.

قال الامام احمد:

حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة. قال: وقف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على الحزورة فقال: «علمت أنك خير أرض اللَّه و أحب الأرض الى اللَّه، و لو لا


[1] جاء في النهاية: تنفى بالفاء تخرجه عنها من النفي، و تنقى بالقاف من إخراج النقي و هو المخ أو من التنقية و هي افراد الجيد من الردي‌ء.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست