responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 203

عباس عشرين ألفا، و أربعين عبدا. و قد صارت دار أبى أيوب بعده إلى مولاه أفلح. فاشتراها منه المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بألف دينار و صلح ما و هي من بنيانها و وهبها لأهل بيت فقراء من أهل المدينة. و كذلك نزوله (عليه السلام) في دار بنى النجار و اختيار اللَّه له ذلك منقبة عظيمة و قد كان في المدينة دور كثيرة تبلغ تسعا كل دار محلة مستقلة بمساكنها و نخيلها و زروعها و أهلها، كل قبيلة من قبائلهم قد اجتمعوا في محلتهم و هي كالقرى المتلاصقة، فاختار اللَّه لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) دار بنى مالك بن النجار.

و قد ثبت‌

في الصحيحين من حديث شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، و في كل دور الأنصار خير» فقال سعد بن عبادة: ما أرى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير: هذا لفظ البخاري. و كذلك رواه البخاري و مسلم من حديث أنس و أبى سلمة عن أبى أسيد مالك بن ربيعة، و من حديث عبادة بن سهل عن أبى حميد عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمثله سواء. زاد في حديث أبى حميد، فقال أبو أسيد لسعد بن عبادة: أ لم تر أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خير الأنصار فجعلنا آخرا، فأدرك سعد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: يا رسول اللَّه خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرا؟ قال: «أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الأخيار» قد ثبت لجميع من أسلم من أهل المدينة و هم الأنصار الشرف و الرفعة لي الدنيا و الآخرة.

قال اللَّه تعالى‌ وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‌ و قال تعالى‌ وَ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ الْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌ و

قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، و لو سلك الناس واديا و شعبا لسلكت وادي الأنصار و شعبهم، الأنصار شعار و الناس دثار» و قال «الأنصار كرشى و عيبتي» و قال «أنا سلم لمن سالمهم، و حرب لمن حاربهم»

و قال البخاري حدثنا حجاج بن منهال ثنا شعبة حدثني عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يقول سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- أو قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)-: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، و لا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه اللَّه و من أبغضهم أبغضه اللَّه»

و قد أخرجه بقية الجماعة إلا أبا داود من حديث شعبة به. و

قال البخاري أيضا حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن جبير عن أنس بن مالك عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «آية الايمان حب الأنصار، و آية النفاق بغض الأنصار» و رواه البخاري أيضا عن أبى الوليد [و] الطيالسي و مسلم من حديث خالد بن الحارث و عبد الرحمن بن مهدي أربعتهم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست