responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 19

حتى ينزل فإذا نزل قال بعضهم لبعض: ما ذا قال ربكم؟ فان كان مما يكون في السماء قالوا الحق و هو العلى الكبير، و إن كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب أو موت أو شي‌ء مما يكون في الأرض تكلموا به فقالوا يكون كذا و كذا فتسمعه الشياطين فينزلونه على أوليائهم فلما بعث النبي محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم) دحروا بالنجوم فكان أول من علم بها ثقيف فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة و ذا الإبل فينحر كل يوم بعيرا فأسرع الناس في أموالهم فقال بعضهم لبعض لا تفعلوا فان كانت النجوم التي يهتدون بها و إلا فإنه لأمر حدث فنظروا فإذا النجوم التي يهتدى بها كما هي لم يزل منها شي‌ء فكفوا و صرف اللَّه الجن فسمعوا القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا و انطلقت الشياطين إلى إبليس فأخبروه. فقال: هذا حدث حدث في الأرض فأتونى من كل أرض بتربة فأتوه بتربة تهامة فقال هاهنا الحدث. و رواه البيهقي و الحاكم من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب. و قال الواقدي: حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن عمر بن عبدان العبسيّ عن كعب قال لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فرمى بها فرأت قريش أمرا لم تكن تراه فجعلوا يسيبون أنعامهم و يعتقون أرقّاءهم يظنون أنه الفناء، فبلغ ذلك من فعلهم أهل الطائف ففعلت ثقيف مثل ذلك فبلغ عبد ياليل بن عمرو ما صنعت ثقيف. قال: و لم فعلتم ما أرى؟ قالوا رمى بالنجوم فرأيناها تهافت من السماء فقال إن افادة المال بعد ذهابه شديد فلا تعجلوا و انظروا فان تكن نجوما تعرف فهو عندنا من فناء الناس و إن كانت نجوما لا تعرف فهو لأمر قد حدث فنظروا فإذا هي لا تعرف فأخبروه فقال الأمر فيه مهلة بعد هذا عند ظهور نبي. فلما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم عليهم أبو سفيان بن حرب إلى أمواله فجاء عبد ياليل فذاكره أمر النجوم فقال أبو سفيان:

ظهر محمد بن عبد اللَّه يدعى أنه نبي مرسل فقال عبد ياليل فعند ذلك رمى بها. و قال سعيد بن منصور عن خالد بن حصين عن عامر الشعبي. قال: كانت النجوم لا يرمى بها حتى بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فسيبوا أنعامهم و أعتقوا رقيقهم. فقال عبد يا ليل: انظروا فان كانت النجوم التي تعرف فهو عند فناء الناس و إن كانت لا تعرف فهو لأمر قد حدث فنظروا فإذا هي لا تعرف. قال: فامسكوا فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى جاءهم خروج النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم). و روى البيهقي و الحاكم من طريق العوفيّ عن ابن عباس. قال: لم تكن سماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى و محمد (صلوات اللَّه عليهما و سلامه).

فلعل مراد من نفى ذلك انها لم تكن تحرس حراسة شديدة و يجب حمل ذلك على هذا لما ثبت في الحديث من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن على بن الحسين عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما بينا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جالس إذ رمى بنجم فاستنار فقال: «ما كنتم تقولون إذا رمى بهذا؟» قال كنا نقول مات عظيم، و ولد عظيم فقال: «لا و لكن». فذكر الحديث كما تقدم عند خلق‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست