responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 18

اللَّه عنهم و أرضاهم. و تقدم الكلام على ايمان ورقة بن نوفل بما وجد من الوحي و مات في الفترة رضى اللَّه عنه.

فصل‌

في منع الجان و مردة الشياطين من استراق السمع حين أنزل القرآن لئلا يختطف أحدهم منه و لو حرفا واحدا فيلقيه على لسان وليه فيلتبس الأمر و يختلط الحق فكان من رحمة اللَّه و فضله و لطفه بخلقه أن حجهم عن السماء كما قال اللَّه تعالى إخبارا عنهم في قوله: وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً. وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً، وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً. و قال تعالى: وَ ما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَ ما يَنْبَغِي لَهُمْ وَ ما يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ‌. قال الحافظ أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد- و هو الطبراني- حدثنا عبد اللَّه بن محمد ابن سعيد بن أبى مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس. قال: كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي فإذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعا فاما الكلمة فتكون حقا و أما ما زادوا فتكون باطلا، فلما بعث النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس و لم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم إبليس هذا لأمر قد حدث في الأرض فبعث جنوده فوجدوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قائما يصلّى بين جبلين فاتوه فأخبروه فقال هذا الأمر الّذي قد حدث في الأرض. و قال أبو عوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: انطلق رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه عامدين الى سوق عكاظ و قد حيل بين الشياطين و بين خبر السماء و أرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم؟ قالوا حيل بيننا و بين خبر السماء و أرسلت علينا الشهب فقالوا ما ذاك إلا من شي‌ء حدث فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة و هو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ و هو يصلّى بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا الّذي حال بيننا و بين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً فأوحى اللَّه إلى نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ‌ الآية. أخرجاه في الصحيحين و قال أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: إنه لم تكن قبيلة من الجن إلا و لهم مقاعد للسمع فإذا نزل الوحي سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا، قال فإذا سمعت الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رءوسهم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست