responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 170

بزوجك إن شئت. قالت فرد بنو عبد الأسد إليّ عند ذلك ابني، قالت فارتحلت بعيري، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، قالت و ما معى أحد من خلق اللَّه. حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبى طلحة أخا بنى عبد الدار فقال الى أين يا ابنة أبى أمية؟ قلت أريد زوجي بالمدينة، قال أو ما معك أحد؟ قلت ما معى أحد إلا اللَّه و بنى هذا، فقال و اللَّه ما لك من مترك. فاخذ بخطإ من البعير فانطلق معى يهوى بى فو اللَّه ما صحبت رجلا من العرب قط أرى أنه كان أكرم منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ بى ثم استأخر عنى حتى إذا نزلت استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في الشجر ثم تنحى الى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ثم استأخر عنى و قال اركبي فإذا ركبت فاستويت على بعيري أتى فاخذ بخطامه فقادني حتى ينزل بى، فلم يزل يصنع ذلك بى حتى أقدمنى المدينة فلما نظر إلى قرية بنى عمرو ابن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية- و كان أبو سلمة بها نازلا- فادخليها على بركة اللَّه. ثم انصرف راجعا إلى مكة، فكانت تقول: ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبى سلمة، و ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة، أسلم عثمان بن طلحة بن أبى طلحة العبدري هذا بعد الحديبيّة، و هاجر هو و خالد بن الوليد معا، و قتل يوم أحد أبوه و إخوته، الحارث و كلاب و مسافع، و عمه عثمان بن أبى طلحة. و دفع اليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يوم الفتح و إلى ابن عمه شيبة والد بنى شيبة مفاتيح الكعبة أقرها عليهم في الإسلام كما كانت في الجاهلية، و نزل في ذلك قوله تعالى‌ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‌ أَهْلِها الآية.

قال ابن إسحاق: ثم كان أول من قدمها من المهاجرين بعد أبى سلمة عامر بن ربيعة حليف بنى عدي، معه امرأته ليلى بنت أبى حثمة العدوية ثم عبد اللَّه بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة ابن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف بنى أمية بن عبد شمس احتمل بأهله و بأخيه عبد أبى احمد، اسمه عبد كما ذكره ابن إسحاق و قيل ثمامة. قال السهيليّ: و الأول أصح.

و كان أبو احمد رجلا ضرير البصر و كان يطوف مكة أعلاها و أسفلها بغير قائد، و كان شاعرا و كانت عنده الفارعة بنت أبى سفيان بن حرب، و كانت أمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم. فغلقت دار بنى جحش هجرة، فمر بها عتبة بن ربيعة و العباس بن عبد المطلب و أبو جهل بن هشام و هم مصعدون إلى أعلى مكة، فنظر اليها عتبة تخفق أبوابها يبابا ليس بها ساكن، فلما رآها كذلك تنفس الصعداء و قال:

و كل دار و إن طالت سلامتها* * * يوما ستدركها النكباء و الجوب‌

قال ابن هشام: و هذا البيت لأبي دواد الأيادي في قصيدة له. قال السهيليّ: و اسم أبى دواد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست