نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 156
يطول ذكرها أيضا. و المقصود أن أبا قيس بن الاسلت مع علمه و فهمه لم ينتفع بذلك حين قدم مصعب بن عمير المدينة و دعا أهلها إلى الإسلام، فأسلم من أهلها بشر كثير و لم يبق دار- أي محلة- من دور المدينة إلا و فيها مسلم و مسلمات غير دار بنى واقف قبيلة أبى قيس ثبطهم عن الإسلام و هو القائل أيضا:
أ رب الناس أشياء ألمت* * * يلف الصعب منها بالذلول
أ رب الناس إمّا أن ضللنا* * * فيسرنا لمعروف السبيل
فلو لا ربنا كنا يهودا* * * و ما دين اليهود بذي شكول
و لو لا ربنا كنا نصارى* * * مع الرهبان في جبل الجليل
و لكنا خلقنا إذ خلقنا* * * حنيفا ديننا عن كل جيل
نسوق الهدى ترسف مذعنات* * * مكشفة المناكب في الجلول
و حاصل ما يقول أنه حائر فيما وقع من الأمر الّذي قد سمعه من بعثة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فتوقف الواقفي في ذلك مع علمه و معرفته. و كان الّذي ثبطه عن الإسلام أولا عبد اللَّه بن أبى بن سلول بعد ما أخبره أبو قيس أنه الّذي بشر يهود فمنعه عن الإسلام.
قال ابن إسحاق: و لم يسلم إلى يوم الفتح هو و أخوه و خرج، و أنكر الزبير بن بكار أن يكون أبو قيس أسلم. و كذا الواقدي. قال: كان عزم على الإسلام أول ما دعاه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فلامه عبد اللَّه بن أبى فحلف لا يسلم إلى حول فمات في ذي القعدة. و قد ذكر غيره فيما حكاه ابن الأثير في كتابه [أسد] الغابة، أنه لما حضره الموت دعاه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى الإسلام فسمع يقول: لا إله إلا اللَّه. و
قال الامام احمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عاد رجلا من الأنصار، فقال «يا خال قل لا إله إلا اللَّه» فقال: أخال أم عم؟ قال بل خال قال: فخير لي أن أقول لا إله إلا اللَّه؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نعم!
تفرد به احمد (رحمه اللَّه) و ذكر عكرمة و غيره أنه لما توفى أراد ابنه أن يتزوج امرأته كبيشة بنت معن بن عاصم، فسألت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في ذلك فانزل اللَّه وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ الآية.
و قال ابن إسحاق و سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه: كان أبو قيس هذا قد ترهب في الجاهلية و لبس المسوح، و فارق الأوثان، و اغتسل من الجنابة، و تطهر من الحائض من النساء، و همّ بالنصرانية ثم أمسك عنها و دخل بيتا له فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه حائض و لا جنب. و قال:
أعبد إله إبراهيم حين فارق الأوثان و كرهها، حتى قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأسلم فحسن إسلامه، و كان شيخا كبيرا و كان قوالا بالحق معظما للَّه في جاهليته يقول في ذلك أشعارا حسانا و هو الّذي يقول:
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 156