يقول أبو قيس و أصبح عاديا* * * ألا ما استطعتم من وصاتى فافعلوا
فأوصيكم باللَّه و البر و التقى* * * و أعراضكم و البر باللَّه أول
و إن قومكم سادوا فلا تحسدنهم* * * و إن كنتم أهل الرئاسة فاعدلوا
و إن نزلت إحدى الدواهي بقومكم* * * فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا
و إن ناب غرم فادح فارفقوهم* * * و ما حملوكم في الملمات فاحملوا
و إن أنتم أمعزتم فتعففوا* * * و إن كان فضل الخير فيكم فافضلوا
و قال أبو قيس أيضا:
سبحوا اللَّه شرق كل صباح* * * طلعت شمسه و كل هلال
عالم السر و البيان جميعا* * * ليس ما قال ربنا بضلال
و له الطير تستزيد و تأوى* * * في و كور من آمنات الجبال
و له الوحش بالفلاة تراها* * * في حقاف و في ظلال الرمال
و له هوّدت يهود و دانت* * * كل دين مخافة من عضال
و له شمس النصارى و قاموا* * * كل عيد لربهم و احتفال
و له الراهب الحبيس تراه* * * رهن بؤس و كان أنعم بال
يا بنىّ الأرحام لا تقطعوها* * * و صلوها قصيرة من طوال
و اتقوا اللَّه في ضعاف اليتامى* * * و بما يستحل غير الحلال
و اعلموا أن لليتيم وليا* * * عالما يهتدى بغير سؤال
ثم مال اليتيم لا تأكلوه* * * إن مال اليتيم يرعاه والى
يا بنى التخوم لا تجزلوها* * * إن جزل التخوم ذو عقال
يا بنىّ الأيام لا تأمنوها* * * و احذروا مكرها و مر الليالي
و اعلموا أن أمرها لنفاد* * * الخلق ما كان من جديد و بالي
و أجمعوا أمركم على البر و التقوى* * * ترك الخنا و أخذ الحلال
قال ابن إسحاق: و قال أبو قيس صرمة أيضا يذكر ما أكرمهم اللَّه به من الإسلام، و ما خصهم به من نزول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عندهم.
ثوى في قريش بضع عشرة حجة* * * يذكر لو يلقى صديقا مواتيا
و سيأتي ذكرها بتمامها فيما بعد إن شاء اللَّه و به الثقة.