responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 148

بعاث. و قد رواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن احمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق بأخصر من هذا.

إسلام إياس بن معاذ

قال ابن إسحاق: و حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد. قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة و معه فتية من بنى عبد الأهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأتاهم فجلس اليهم فقال: «هل لكم في خير مما جئتم له؟ قال قالوا و ما ذاك؟ قال أنا رسول اللَّه الى العباد أدعوهم الى أن يعبدوا اللَّه و لا يشركوا به شيئا، و أنزل عليّ الكتاب. ثم ذكر لهم الإسلام و تلا عليهم القرآن قال فقال: اياس بن معاذ- و كان غلاما حدثا- يا قوم هذا و اللَّه خير مما جئتم له فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من تراب البطحاء فضرب بها وجه اياس بن معاذ و قال: دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا. قال فصمت اياس و قام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عنهم و انصرفوا الى المدينة

و كانت وقعة بعاث بين الأوس و الخزرج. قال ثم لم يلبث اياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضرني من قومه أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل اللَّه و يكبره و يحمده و يسبحه حتى مات، فما كانوا يشكون أنه قد مات مسلما، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ما سمع.

قلت: كان يوم بعاث- و بعاث موضع بالمدينة- كانت فيه وقعة عظيمة قتل فيها خلق من أشراف الأوس و الخزرج و كبرائهم، و لم يبق من شيوخهم إلا القليل. و قد روى البخاري في صحيحه عن عبيد بن إسماعيل عن أبى أمامة عن هشام عن أبيه عن عائشة. قالت: كان يوم بعاث يوما قدمه اللَّه لرسوله، قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى المدينة و قد افترق ملؤهم [1]، و قتل سراتهم.

باب بدء إسلام الأنصار رضى اللَّه عنهم‌

قال ابن إسحاق: فلما أراد اللَّه إظهار دينه و إعزاز نبيه، و انجاز موعده له، خرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في الموسم الّذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم، فبينا هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد اللَّه بهم خيرا.

فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه. قالوا: لما لقيهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال لهم «من أنتم؟» قالوا نفر من الخزرج قال «أمن موالي يهود؟» قالوا نعم! قال «أ فلا تجلسون أكلمكم؟» قالوا بلى. فجلسوا معه فدعاهم‌


[1] الملأ: أشراف الناس و رؤساؤهم و مقدموهم الذين يرجع الي قولهم و جمعه إملاء.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست