responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 146

فقال لهم ميسرة: ميلوا نأتي فدك فان بها يهودا نسائلهم عن هذا الرجل، فمالوا إلى يهود فاخرجوا سفرا لهم فوضعوه ثم درسوا ذكر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) النبي الأمي العربيّ يركب الحمار و يجتزي بالكسرة ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا بالجعد و لا بالسبط، في عينيه حمرة مشرق اللون. فان كان هو الّذي دعاكم فأجيبوه و ادخلوا في دينه فانا نحسده و لا نتبعه، و إنا [منه‌] في مواطن بلاء عظيم و لا يبقى أحد من العرب الا اتبعه و الا قاتله فكونوا ممن يتبعه. فقال ميسرة: يا قوم ألا [إن‌] هذا الأمر بين، فقال القوم نرجع الى الموسم و نلقاه فرجعوا الى بلادهم و أبى ذلك عليهم رجالهم فلم يتبعه أحد منهم فلما قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة مهاجرا و حج حجة الوداع لقاه ميسرة فعرفه. فقال: يا رسول اللَّه و اللَّه ما زلت حريصا على اتباعك من يوم أنخت بنا حتى كان ما كان و أبى اللَّه الا ما ترى من تأخر إسلامي، و قد مات عامة النفر الذين كانوا معى فأين مدخلهم يا رسول اللَّه؟

فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «كل من مات على غير دين الإسلام فهو في النار»

فقال: الحمد للَّه الّذي أنقذنى. فأسلم و حسن إسلامه، و كان له عند أبى بكر مكان. و قد استقصى الامام محمد بن عمر الواقدي فقص [خبر] القبائل واحدة واحدة، فذكر عرضه (عليه السلام) نفسه على بنى عامر و غسان و بنى فزارة و بنى مرة و بنى حنيفة و بنى سليم و بنى عبس و بنى نضر بن هوازن و بنى ثعلبة بن عكابة و كندة و كلب و بنى الحارث بن كعب و بنى عذرة و قيس بن الحطيم و غيرهم. و سياق أخبارها مطولة و قد ذكرنا من ذلك طرفا صالحا و للَّه الحمد و المنة.

و قال الامام احمد حدثنا أسود بن عامر أنا إسرائيل عن عثمان- يعنى ابن المغيرة- عن سالم ابن أبى الجعد عن جابر بن عبد اللَّه. قال: كان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول «هل من رجل يحملني الى قومه فان قريشا قد منعونى أن أبلغ كلام ربى عز و جل؟» فأتاه رجل من همدان فقال ممن أنت؟ قال الرجل من همدان. قال فهل عند قومك من منعة؟ قال نعم! ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من عام قابل! قال نعم! فانطلق و جاء وفد الأنصار في رجب. و قد رواه أهل السنن الأربعة من طرق عن إسرائيل به،

و قال الترمذي حسن صحيح.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست