responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 144

فقال (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له و أنى رسول اللَّه، و أن تؤوونى و تنصروني حتى أؤدى عن اللَّه الّذي أمرنى به، فان قريشا قد تظاهرت على أمر اللَّه و كذبت رسوله و استغنت بالباطل عن الحق و اللَّه هو الغنى الحميد». قال له و إلى ما تدعو أيضا يا أخا قريش؟

فتلا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إلى قوله‌ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‌ فقال له مفروق: و إلى ما تدعو أيضا يا أخا قريش؟

فو اللَّه ما هذا من كلام أهل الأرض، و لو كان من كلامهم لعرفناه، فتلا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى‌ وَ يَنْهى‌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ‌ فقال له مفروق: دعوت و اللَّه يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق و محاسن الأعمال، و لقد أفك قوم كذبوك و ظاهروا عليك، و كأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال: و هذا هانئ بن قبيصة شيخنا و صاحب ديننا. فقال له هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش و صدقت قولك، و إني أرى أن تركنا ديننا و اتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول و لا آخر لم نتفكر في أمرك، و ننظر في عاقبة ما تدعو اليه زلة في الرأى، و طيشة في العقل، و قلة نظر في العاقبة و إنما تكون الزلة مع العجلة، و إن من ورائنا قوما نكره أن نعقد عليهم عقدا. و لكن ترجع و نرجع و تنظر و ننظر، و كأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال: و هذا المثنى شيخنا و صاحب حربنا. فقال المثنى: قد سمعت مقالتك و استحسنت قولك يا أخا قريش، و أعجبنى ما تكلمت به. و الجواب هو جواب هانئ بن قبيصة و تركنا ديننا و اتباعنا إياك لمجلس جلسته إلينا و إنا إنما نزلنا بين صريين أحدهما اليمامة، و الآخر السماوة. فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و ما هذان الصريان؟ فقال له أما أحدهما فطفوف البر و أرض العرب، و أما الآخر فارض فارس و أنهار كسرى و إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثا، و لا نؤوى محدثا. و لعل هذا الأمر الّذي تدعونا اليه مما تكرهه الملوك، فاما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، و عذره مقبول، و أما ما كان يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، و عذره غير مقبول. فان أردت أن ننصرك و نمنعك مما يلي العرب فعلنا. [1] فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)؟ ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق إنه لا يقوم بدين اللَّه الا من حاطه من جميع جوانبه». ثم قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «أ رأيتم ان لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم اللَّه بلادهم و أموالهم و يفرشكم بناتهم أ تسبحون اللَّه و تقدسونه؟» فقال له النعمان ابن شريك: اللَّهمّ و إن ذلك لك يا أخا قريش! فتلا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً ثم نهض رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قابضا على يدي أبى بكر. قال‌


[1] كذا في الأصل، و في السهيليّ اختلاف و زيادة عن هذه العبارة لا تخرج عن معناها.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست