responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 143

كانت قريش بيضة فتفلقت‌* * * فالمخ خالصة لعبد مناف‌

الرائشين و ليس يعرف رائش‌* * * و القائلين هلمّ للاضياف‌

و الضاربين الكبش يبرق بيضه‌* * * [1] و المانعين البيض بالاسياف‌

للَّه درك لو نزلت بدارهم‌* * * منعوك من أزل [2] و من اقراف‌

فقال أبو بكر لا. قال فمنكم عبد المطلب شيبة الحمد، و صاحب عير مكة، و مطعم طير السماء و الوحوش و السباع في الفلا الّذي كأن وجهه قمر يتلألأ في الليلة الظلماء؟ قال لا. قال أ فمن أهل الافاضة أنت؟ قال لا. قال أ فمن أهل الحجابة أنت؟ قال لا. قال أ فمن أهل الندوة أنت؟ قال لا.

قال أ فمن أهل السقاية أنت؟ قال لا قال أ فمن أهل الرفادة أنت؟ قال لا. قال فمن المفيضين أنت؟

قال لا. ثم جذب أبو بكر رضى اللَّه عنه زمام ناقته من يده، فقال له الغلام:

صادف در السيل در يدفعه‌* * * يهيضه حينا و حينا يرفعه‌

ثم قال: أما و اللَّه يا أخا قريش لو ثبت لخبرتك أنك من زمعات قريش و لست من الذوائب.

قال فاقبل إلينا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يتبسم. قال على: فقلت له يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة. فقال أجل يا أبا الحسن، إنه ليس من طامة إلا و فوقها طامة، و البلاء موكل بالقول. قال ثم انتهينا إلى مجلس عليه السكينة و الوقار و إذا مشايخ لهم أقدار و هيئات، فتقدم أبو بكر فسلم- قال على و كان أبو بكر مقدما في كل خير- فقال لهم أبو بكر ممن القوم؟ قالوا من بنى شيبان بن ثعلبة، فالتفت إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: بابي أنت و أمى ليس بعد هؤلاء من عز في قومهم، و في رواية ليس وراء هؤلاء عذر من قومهم، و هؤلاء غرر في قومهم، و هؤلاء غرر الناس. و كان في القوم مفروق ابن عمرو، و هانئ بن قبيصة، و المثنى بن حارثة، و النعمان بن شريك. و كان أقرب القوم إلى أبى بكر مفروق بن عمرو، و كان مفروق بن عمرو قد غلب عليهم بيانا و لسانا، و كانت له غديرتان تسقطان على صدره. فكان أدنى القوم مجلسا من أبى بكر فقال له أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال له إنا لنزيد على ألف، و لن تغلب ألف من قلة. فقال له: فكيف المنعة فيكم؟ فقال علينا الجهد و لكل قوم جد. فقال أبو بكر: فكيف الحرب بينكم و بين عدوكم؟ فقال مفروق إنا أشد ما نكون لقاء حين نغضب، و إنا لنؤثر الجياد على الأولاد، و السلاح على اللقاح، و النصر من عند اللَّه.

يديلنا مرة و يديل علينا، لعلك أخو قريش؟ فقال أبو بكر إن كان بلغكم أنه رسول اللَّه فها هو هذا فقال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذلك، ثم التفت إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فجلس و قام أبو بكر يظله بثوبه‌


[1] يريد ما كان خلال صوفه الأبيض سواد.

[2] الأزل: الضيق و الشدة، و الجدب. و الإقراف التهم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست