responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 142

لعنهم اللَّه لعنا كثيرا. و هذا أثر غريب كتبناه لغرابته و اللَّه أعلم.

و قد روى أبو نعيم له شاهدا من حديث كعب بن مالك رضى اللَّه عنه في قصة عامر بن صعصعة و قبيح ردهم عليه. و أغرب من ذلك و أطول ما

رواه أبو نعيم و الحاكم و البيهقي- و السياق لأبي نعيم (رحمهم اللَّه)- من حديث ابان بن عبد اللَّه البجلي عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس حدثني على بن ابى طالب. قال: لما أمر اللَّه رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج و انا معه و أبو بكر مقدما في كل خير، و كان رجلا نسابة فقال ممن القوم؟ قالوا من ربيعة، قال و أي ربيعة أنتم أمن هامها أم من لهازما؟ قالوا بل من هامها العظمى. قال أبو بكر فمن أي هامتها العظمى.

فقال ذهل الأكبر، قال لهم أبو بكر: منكم عوف الّذي كان يقال لاحر بوادي عوف؟ قالوا لا قال فمنكم بسطام بن قيس ابو اللواء و منتهى الاحياء؟ قالوا لا. قال فمنكم الحوفزان بن شريك قاتل الملوك و سالبها أنفسها؟ قالوا لا. قال فمنكم جساس بن مرة بن ذهل حامي الذمار و مانع الجار؟

قالوا لا. قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة؟ قالوا لا. قال فأنتم أخوال الملوك من كندة؟

قالوا لا. قال فأنتم اصهار الملوك من لخم؟ قالوا لا. قال لهم ابو بكر رضى اللَّه عنه: فلستم بذهل الأكبر، بل أنتم ذهل الأصغر. قال فوثب اليه منهم غلام يدعى دغفل بن حنظلة الذهلي- حين بقل وجهه- فاخذ بزمام ناقة أبى بكر و هو يقول:

إن على سائلنا أن نسأله‌* * * و العب‌ء لا نعرفه أو نحمله‌

يا هذا إنك سألتنا فأخبرناك و لم نكتمك شيئا، و نحن نريد أن نسألك فمن أنت؟ قال رجل من قريش. فقال الغلام: بخ بخ أهل السؤدد و الرئاسة، قادمة العرب و هاديها فمن أنت من قريش؟

فقال له رجل من بنى تيم بن مرة. فقال له الغلام: أمكنت و اللَّه الرامي من سواء الثغرة؟ أ فمنكم قصي بن كلاب الّذي قتل بمكة المتغلبين عليها و اجلى بقيتهم و جمع قومه من كل أوب حتى أوطنهم مكة ثم استولى على الدار و أنزل قريشا منازلها فسمته العرب بذلك مجمعا، و فيه يقول الشاعر:

أ ليس أبوكم كان يدعى مجمعا* * * به جمع اللَّه القبائل من فهر

فقال ابو بكر لا. قال فمنكم عبد مناف الّذي انتهت اليه الوصايا و ابو الغطاريف السادة؟ فقال أبو بكر لا. قال فمنكم عمرو بن عبد مناف هاشم الّذي هشم الثريد لقومه و لأهل مكة، ففيه يقول الشاعر:

عمرو العلا هشم الثريد لقومه‌* * * و رجال مكة مسنتون عجاف‌

سنوا اليه الرحلتين كليهما* * * عند الشتاء و رحلة الأصياف‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست