responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 141

و ثلاثين» قالوا و من أنت؟ قال أنا رسول اللَّه. ثم انطلق فلما ولى عنهم قال الكلبي: و كان عمه أبو لهب يتبعه فيقول للناس لا تقبلوا قوله، ثم مر أبو لهب فقالوا هل تعرف هذا الرجل؟ قال نعم هذا في الذروة منا فعن أي شأنه تسألون؟ فأخبروه بما دعاهم اليه و قالوا زعم أنه رسول اللَّه، قال: ألا لا ترفعوا برأسه قولا فإنه مجنون يهذى من أم رأسه. قالوا قد رأينا ذلك حين ذكر من أمر فارس ما ذكر.

قال الكلبي: فأخبرني عبد الرحمن المعايرى عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و نحن بسوق عكاظ، فقال ممن القوم؟ قلنا من بنى عامر بن صعصعة. قال من أي بنى عامر بن صعصعة؟ قالوا بنو كعب بن ربيعة. قال كيف المنعة؟ قلنا لا يرام ما قبلنا، و لا يصطلى بنارنا. قال فقال لهم «إني رسول اللَّه و آتيكم لتمنعوني حتى أبلغ رسالة ربى و لا اكره أحدا منكم على شي‌ء» قالوا و من أي قريش أنت؟ قال من بنى عبد المطلب. قالوا فأين أنت من عبد مناف؟ قال هم أول من كذبني و طردني. قالوا و لكنا لا نطردك و لا نؤمن بك، و سنمنعك حتى تبلغ رسالة ربك قال فنزل اليهم و القوم يتسوقون، إذ أتاهم بحيرة بن فراس القشيري فقال من هذا الرجل أراه عندكم أنكره؟ قالوا محمد بن عبد اللَّه القرشي. قال فما لكم و له؟ قالوا زعم لنا أنه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فطلب إلينا أن نمنعه حتى يبلغ رسالة ربه. قال ما ذا رددتم عليه؟ قالوا بالترحيب و السعة، نخرجك الى بلادنا و نمنعك ما نمنع به أنفسنا. قال بحيرة: ما أعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشي‌ء أشد من شي‌ء ترجعون به بدءا ثم لتنابذوا الناس و ترميكم العرب عن قوس واحدة، قومه أعلم به لو آنسوا منه خيرا لكانوا أسعد الناس به، أ تعمدون الى زهيق قد طرده قومه و كذبوه فتؤوونه و تنصرونه؟

فبئس الرأى رأيتم. ثم أقبل على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: قم فالحق بقومك، فو اللَّه لو لا أنك عند قومي لضربت عنقك. قال فقام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى ناقته فركبها، فغمز الخبيث بحيرة شاكلتها فقمصت برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فألقته. و عند بنى عامر يومئذ ضباعة ابنة عامر بن قرط، كانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول اللَّه بمكة جاءت زائرة الى بنى عمها، فقالت يا آل عامر- و لا عامر لي- أ يصنع هذا برسول اللَّه بين أظهركم لا يمنعه أحد منكم؟ فقام ثلاثة من بنى عمها الى بحيرة و اثنين اعاناه، فاخذ كل رجل منهم رجلا فجلد به الأرض، ثم جلس على صدره ثم علوا وجوههم لطما، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «اللَّهمّ بارك على هؤلاء و العن هؤلاء» قال فأسلم الثلاثة الذين نصروه و قتلوا شهداء و هم، غطيف و غطفان ابنا سهل، و عروة- أو عذرة- بن عبد اللَّه بن سلمة رضى اللَّه عنهم. و قد روى هذا الحديث بتمامه الحافظ سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه عن أبيه به‌.

و هلك الآخرون و هم، بحيرة بن فراس، و حزن بن عبد اللَّه بن سلمة بن قشير، و معاوية بن عبادة أحد بنى عقيل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست