responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 140

أظهرك اللَّه كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بأمرك.

فأبوا عليه. فلما صدر الناس برجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كان أدركه السن حتى لا يقدر أن يوافي معهم المواسم، فكانوا إذا رجعوا اليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم فقالوا: جاءنا فتى من قريش ثم أحد بنى عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا إلى أن تمنعه و نقوم معه و نخرج به إلى بلادنا.

قال فوضع الشيخ يده على رأسه ثم قال: يا بنى عامر هل لها من تلاف؟ هل لذناباها من مطلب؟

و الّذي نفس فلان بيده ما تقوّلها إسماعيل قط، و إنها لحق فأين رأيكم كان عنكم.

و قال موسى بن عقبة عن الزهري: فكان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، و يكلم كل شريف قوم لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤوه و يمنعوه و يقول «لا أكره أحدا منكم على شي‌ء، من رضى منكم بالذي أدعوه اليه فذلك، و من كره لم أكرهه، إنما أريد أن تحرزوني فيما يراد لي من القتل حتى أبلغ رسالة ربى، و حتى يقضى اللَّه لي و لمن صحبني بما شاء». فلم يقبله أحد منهم، و ما يأت أحدا من تلك القبائل إلا قال: قوم الرجل أعلم به، أ ترون أن رجلا يصلحنا و قد أفسد قومه و لفظوه؟! و كان ذلك مما ذخره اللَّه للأنصار و أكرمهم به.

و قد روى الحافظ أبو نعيم من طريق عبد اللَّه بن الأجلح و يحيى بن سعيد الأموي كلاهما عن محمد بن السائب الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس عن العباس. قال قال لي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «لا أرى لي عندك و لا عند أخيك منعة فهل أنت مخرجي إلى السوق غدا حتى نقر في منازل قبائل الناس» و كانت مجمع العرب. قال فقلت هذه كندة و لفها و هي أفضل من يحج البيت من اليمن و هذه منازل بكر بن وائل، و هذه منازل بنى عامر بن صعصعة، فاختر لنفسك؟ قال فبدأ بكندة فأتاهم فقال ممن القوم؟ قالوا من أهل اليمن. قال من أي اليمن؟ قالوا من كندة. قال من أي كندة؟

قالوا من بنى عمرو بن معاوية، قال فهل لكم إلى خير؟ قالوا و ما هو؟ قال «تشهدون أن لا إله إلا اللَّه و تقيمون الصلاة و تؤمنون بما جاء من عند اللَّه».

قال عبد اللَّه بن الأجلح: و حدثني أبى عن أشياخ قومه أن كندة قالت له: إن ظفرت تجعل لنا الملك من بعدك؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «إن الملك للَّه يجعله حيث يشاء» فقالوا لا حاجة لنا فيما جئتنا به. و قال الكلبي فقالوا: أ جئتنا لتصدنا عن آلهتنا و ننابذ العرب، الحق بقومك فلا حاجة لنا بك. فانصرف من عندهم فأتى بكر بن وائل فقال ممن القوم؟ قالوا من بكر بن وائل. فقال من أي بكر بن وائل؟ قالوا من بنى قيس بن ثعلبة. قال كيف العدد؟ قالوا كثير مثل الثرى. قال فكيف المنعة؟ قالوا لا منعة جاورنا فارس فنحن لا نمتنع منهم و لا نجير عليهم. قال «فتجعلون للَّه عليكم إن هو أبقاكم حتى تنزلوا منازلهم، و تستنكحوا نساءهم، و تستعبدوا أبناءهم أن تسبحوا اللَّه ثلاثا و ثلاثين، و تحمدوه ثلاثا و ثلاثين، و تكبروه أربعا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست