responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 139

فلا تطيعوه و لا تسمعوا منه. قال فقلت لأبي يا أبت من هذا الرجل الّذي يتبعه و يرد عليه ما يقول؟

قال هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب أبو لهب.

و قد روى الامام احمد هذا الحديث عن إبراهيم بن أبى العباس حدثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه أخبرنى رجل يقال له ربيعة بن عباد من بنى الدئل- و كان جاهليا فأسلم- قال‌ رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في الجاهلية في سوق ذي المجاز و هو يقول:

«يا أيها الناس قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا» و الناس مجتمعون عليه و وراءه رجل وضي‌ء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب- يتبعه حيث ذهب- فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب.

و رواه البيهقي من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري عن محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن ربيعة الدئلي: رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بسوق ذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم الى اللَّه، و وراءه رجل أحول تقد وجنتاه و هو يقول: أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم و دين آبائكم.

قلت من هذا؟ قالوا هذا أبو لهب. و كذا رواه أبو نعيم في الدلائل من طريق ابن أبى ذئب و سعيد ابن سلمة بن أبى الحسام كلاهما عن محمد بن المنكدر به نحوه‌.

ثم رواه البيهقي من طريق شعبة عن الأشعث بن سليم عن رجل من كنانة. قال: رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بسوق ذي المجاز و هو يقول:

«يا أيها الناس قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا» و إذا رجل خلفه يسفى عليه التراب فإذا هو أبو جهل و هو يقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد أن تتركوا عبادة اللات و العزى.

كذا قال في هذا السياق أبو جهل.

و قد يكون وهما و يحتمل أن يكون تارة يكون ذا، و تارة يكون ذا و أنهما كانا يتناوبان على أذائه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

قال ابن إسحاق: و حدثني ابن شهاب الزهري أنه (عليه السلام) أتى كندة في منازلهم و فيهم سيد لهم يقال له مليح، فدعاهم الى اللَّه عز و جل و عرض عليهم نفسه فأبوا عليه:

قال ابن إسحاق:

و حدثني محمد بن عبد الرحمن بن حصين‌ أنه أتى كلبا في منازلهم الى بطن منهم يقال لهم بنو عبد اللَّه فدعاهم الى اللَّه و عرض عليهم نفسه حتى إنه ليقول: «يا بنى عبد اللَّه إن اللَّه قد أحسن اسم أبيكم» فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم.

و حدثني بعض أصحابنا عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أتى بنى حنيفة في منازلهم فدعاهم الى اللَّه و عرض عليهم نفسه فلم يك أحد من العرب أقبح ردا عليه منهم. و

حدثني الزهري‌ أنه أتى بنى عامر بن صعصعة فدعاهم إلى اللَّه و عرض عليهم نفسه.

فقال له رجل منهم يقال له بحيرة بن فراس [1]: و اللَّه لو أنى أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال له أ رأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك اللَّه على من يخالفك أ يكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: «الأمر للَّه يضعه حيث يشاء». قال فقال له أ فتهدف نحورنا للعرب دونك فإذا


[1] كذا في الأصل، و في ابن هشام و السهيليّ: بيحرة بن فراس العامري.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست