responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 138

سفيان إلى مجلسه. قال فمكث أياما ثم أذن له في الهجرة، فلما هاجر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى المدينة توفى مطعم بن عدي بعده بيسير فقال حسان بن ثابت و اللَّه لأرثينه فقال فيما قال [1]:

فلو كان مجد مخلد اليوم واحد* من الناس نحى مجده اليوم مطعما أجرت رسول اللَّه منهم فأصبحوا* عبادك ما لبى محل و أحرما فلو سئلت عنه معد بأسرها* و قحطان أو باقي بقية جرهما لقالوا هو الموفى بخفرة جاره* و ذمته يوما إذا ما تجشما و ما تطلع الشمس المنيرة فوقهم* على مثله فيهم أعز و أكرما إباء إذا يأبى [1] و ألين شيمة* و أنوم عن جار إذا الليل أظلما قلت و لهذا قال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يوم أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عدي حيا ثم سألني في هؤلاء النقباء لوهبتهم له».

فصل‌

في عرض رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نفسه الكريمة على أحياء العرب في مواسم الحج أن يؤوه و نصروه و يمنعوه ممن كذبه و خالفه فلم يجبه أحد منهم لما ذخره اللَّه تعالى للأنصار من الكرامة العظيمة رضى اللَّه عنهم قال ابن إسحاق: ثم قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مكة و قومه أشد ما كانوا عليه من خلافه و فراق دينه إلا قليلا مستضعفين ممن آمن به، فكان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يعرض نفسه في المواسم- إذا كانت- على قبائل العرب يدعوهم الى اللَّه عز و جل، و يخبرهم أنه نبي مرسل، و يسألهم أن يصدقوه و يمنعوه حتى يبين عن اللَّه ما بعثه به.

قال ابن إسحاق: فحدثني من أصحابنا من لا أتهم عن زيد بن أسلم عن ربيعة بن عباد الدؤلي- و من حدثه أبو الزناد عنه- و حدثني حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عباس قال سمعت ربيعة ابن عباد يحدثه أبى. قال: إني لغلام شاب مع أبى بمنى و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقف على منازل القبائل من العرب فيقول: «يا بنى فلان إني رسول اللَّه إليكم آمركم أن تعبدوا اللَّه و لا تشركوا به شيئا و أن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، و أن تؤمنوا بى و تصدقوا بى و تمنعوني حتى أبين عن اللَّه ما بعثني به». قال و خلفه رجل أحول وضي‌ء له غديرتان عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من قوله و ما دعا اليه. قال ذلك الرجل: يا بنى فلان إن هذا إنما يدعوكم الى أن تسلخوا اللات و العزى من أعناقكم، و حلفاءكم من الجن من بنى مالك بن أقيش الى ما جاء به من البدعة و الضلالة


[1] لم نجد هذه الأبيات في السيرة و في ديوانه المطبوع بمصر سنة 1331 اختلاف قريب.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست