نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 137
قال فدعتني ثقيف فقالوا ما ذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها عليهم، فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا، لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه. و ثبت في الصحيحين من طريق عبد اللَّه بن وهب [1] أخبرنى يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرنى عروة بن الزبير أن عائشة حدثته أنها قالت لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: «ما لقيت من قومك كان أشد منه يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت و أنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا و أنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتنى، فنظرت فإذا فيها جبريل (عليه السلام) فناداني فقال إن اللَّه قد سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك، و قد بعث لك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم. ثم ناداني ملك الجبال فسلم على ثم قال يا محمد قد بعثني اللَّه إن اللَّه قد سمع قول قومك لك و أنا ملك الجبال قد بعثني إليك ربك لتأمرنى ما شئت إن شئت تطبق عليهم الاخشبين؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «أرجو أن يخرج اللَّه من أصلابهم من يعبد اللَّه لا يشرك به شيئا».
فصل
و قد ذكر محمد بن إسحاق سماع الجن لقراءة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و ذلك مرجعه من الطائف حين بات بنخلة و صلّى بأصحابه الصبح فاستمع الجن الذين صرفوا اليه قراءته هنالك. قال ابن إسحاق و كانوا سبعة نفر، و أنزل اللَّه تعالى فيهم قوله وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ.
قلت: و قد تكلمنا على ذلك مستقصى في التفسير، و تقدم قطعة من ذلك و اللَّه أعلم. ثم دخل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مكة مرجعه من الطائف في جوار المطعم بن عدي و ازداد قومه عليه حنقا و غيظا و جرأة و تكذيبا و عنادا و اللَّه المستعان و عليه التكلان.
و قد ذكر الأموي في مغازيه أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعث أريقط إلى الأخنس بن شريق فطلب منه أن يجيره بمكة. فقال: إن حليف قريش لا يجير على صميمها. ثم بعثه إلى سهيل بن عمرو ليجيره فقال: إن بنى عامر بن لؤيّ لا تجير على بنى كعب بن لؤيّ. فبعثه إلى المطعم بن عدي ليجيره فقال نعم! قل له فليأت. فذهب اليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فبات عنده تلك الليلة، فلما أصبح خرج معه هو و بنوه ستة- أو سبعة- متقلدي السيوف جميعا فدخلوا المسجد و قال لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): طف و احتبوا بحمائل سيوفهم في المطاف، فاقبل أبو سفيان إلى مطعم. فقال: أ مجير أو تابع؟ قال لا بل مجير. قال إذا لا تخفر. فجلس معه حتى قضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) طوافه، فلما انصرف انصرفوا معه. و ذهب أبو
[1] و في السهيليّ: عبد اللَّه بن يوسف و هو خطأ. و انما هو عبد اللَّه بن وهب الفهميّ القرشي.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 137