responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 136

حبلة [1] من عنب فجلس فيه و ابنا ربيعة ينظران اليه و يريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف، و قد لقي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فيما ذكر لي- المرأة التي من بنى جمح، فقال لها ما ذا لقينا من أحمائك. فلما اطمأن قال- فيما ذكر- «اللَّهمّ إليك أشكو ضعف قوتي و هو انى على الناس يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، و أنت ربى الى من تكلني، الى بعيد يتجهمني أم الى عدو ملكته أمرى. إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى و لكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظلمات، و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بى غضبك أو تحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول و لا قوة الا بك». قال فلما رآه ابنا ربيعة عتبة و شيبة و ما لقي تحركت له رحمهما فدعوا غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس [و قالا له‌] خذ قطفا من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب به الى ذلك الرجل فقل له يأكل منه. ففعل عداس ثم ذهب به حتى وضعه بين يدي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثم قال له كل، فلما وضع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يده فيه قال: «بسم اللَّه» ثم أكل، ثم نظر عداس في وجهه ثم قال: و اللَّه ان هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد. فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و من أهل أي بلاد أنت يا عداس و ما دينك؟ قال نصراني و أنا رجل من أهل نينوى. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من قرية الرجل الصالح يونس بن متى. فقال له عداس و ما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ذلك أخي كان نبيا و أنا نبي. فأكب عداس على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقبل رأسه و يديه و قدميه. قال يقول أبناء ربيعة أحدهما لصاحبه اما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاء عداس قالا له ويلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل و يديه و قدميه؟ قال يا سيدي ما في الأرض شي‌ء خير من هذا لقد أخبرني بأمر ما يعلمه الا نبيّ. قالا له: ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فان دينك خير من دينه.

و قد ذكر موسى بن عقبة نحوا من هذا السياق الا انه لم يذكر الدعاء و زاد، و قعد له أهل الطائف صفين على طريقه، فلما مر جعلوا لا يرفع رجليه و لا يضعهما الا رضخوهما بالحجارة حتى أدموه فخلص منهم و هما يسيلان الدماء فعمد إلى ظل نخلة و هو مكروب و في ذلك الحائط عتبة و شيبة ابنا ربيعة، فكره مكانهما لعداوتهما اللَّه و رسوله. ثم ذكر قصة عداس النصراني كنحو ما تقدم.

و قد روى الامام احمد عن أبى بكر بن أبى شيبة حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد بن أبى جبل العدوانيّ عن أبيه أنه أبصر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في مشرق ثقيف و هو قائم على قوس- أو عصى- حين أتاهم يبتغى عندهم النصر، فسمعته يقول: «و السماء و الطارق» حتى ختمها. قال فوعيتها في الجاهلية و أنا مشرك ثم قرأتها في الإسلام‌


[1] في النهاية: الحبلة الأصل أو القضيب من شجر الأعناب. و زاد في السهيليّ و الكرمة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست