responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 129

المصرية رضى اللَّه عنها. و قد استدل بهذا الحديث جماعة من أهل العلم على تفضيل خديجة على عائشة رضى اللَّه عنها و أرضاها، و تكلم آخرون في اسناده و تأوله آخرون على أنها كانت خيرا عشرة و هو محتمل أو ظاهر. و سببه أن عائشة تمت بشبابها و حسنها و جميل عشرتها، و ليس مرادها بقولها قد أبدلك اللَّه خيرا منها أنها تزكى نفسها و تفضلها على خديجة، فان هذا أمر مرجعه إلى اللَّه عز و جل كما قال‌ (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى‌) و قال تعالى‌ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ الآية و هذه مسألة وقع النزاع فيها بين العلماء قديما و حديثا و بجانبها طرقا يقتصر عليها أهل الشيع و غيرهم لا يعدلون بخديجة أحدا من النساء لسلام الرب عليها، و كون ولد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جميعهم- إلا إبراهيم- منها. و كونه لم يتزوج عليها حتى ماتت إكراما لها، و تقدير إسلامها، و كونها من الصديقات و لها مقام صدق في أول البعثة. و بذلت نفسها و مالها لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أما أهل السنة فمنهم من يغلوا أيضا و يثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف، و لكن تحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونها ابنة الصديق، و لكونها أعلم من خديجة فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها و علمها و فصاحتها و عقلها، و لم يكن الرسول يحب أحدا من نسائه كمحبته إياها و نزلت براءتها من فوق سبع سماوات و روت بعده عنه (عليه السلام) علما جما كثيرا طيبا مباركا فيه حتى قد ذكر كثير من الناس‌

الحديث المشهور «خذوا شطر دينكم عن الحميراء»

و الحق أن كلا منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره و حيره، و الأحسن التوقف في ذلك إلى اللَّه عز و جل. و من ظهر له دليل يقطع به، أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الّذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم و من حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق الأقوم و المسلك الأسلم أن يقول اللَّه أعلم.

و قد روى الامام احمد و البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن جعفر عن على بن أبى طالب رضى اللَّه عنه. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «خير نسائها مريم بنت عمران، و خير نسائها خديجة بنت خويلد» أي خير زمانهما.

و روى شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن اياس رضى اللَّه عنه. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «كمل من الرجل كثير و لم يكمل من النساء إلا ثلاث، مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون، و خديجة بنت خويلد. و فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» رواه ابن مردويه في تفسيره‌.

و هذا اسناد صحيح إني شعبة و بعده. قالوا و القدر المشترك بين الثلاث نسوة، آسية و مريم و خديجة أن كلا منهن كفلت نبيا مرسلا و أحسنت الصحبة في كفالتها و صدقته. فآسية ربت موسى و أحسنت اليه و صدقته حين بعث، و مريم كفلت ولدها أتم كفالة و أعظمها و صدقته حين أرسل. و خديجة رغبت في تزويج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بها و بذلت في ذلك أموالها كما تقدم و صدقته حين نزل عليه الوحي من اللَّه عز و جل. و

قوله‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست