responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 128

و هلكت قبل أن يتزوجني- لما كنت أسمعه يذكرها، و أمره اللَّه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب. و إن كان ليذبح الشاة فيهدى في خلائلها منها ما يسعهن. لفظ البخاري، و في لفظ عن عائشة ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إياها. و تزوجني بعدها بثلاث سنين، و أمره ربه- أو جبرائيل- أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب. و

في لفظ له قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ما غرت على خديجة- و ما رأيتها- و لكن كان يكثر ذكرها و ربما ذبح الشاة فيقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة. فربما قلت كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: «إنها كانت و كانت، و كان لي منها ولد»

ثم قال البخاري حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا على بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فعرف استئذان خديجة فارتاع فقال: «اللَّهمّ هالة». فغرت فقلت ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر أبدلك اللَّه خيرا منها. و هكذا رواه مسلم عن سويد بن سعيد عن على بن مسهر به‌.

و هذا ظاهر في التقرير على أن عائشة خير من خديجة إما فضلا و إما عشرة. إذا لم ينكر عليها و لا رد عليها ذلك كما هو ظاهر سياق البخاري (رحمه اللَّه) و لكن قال الامام احمد حدثنا مؤمل أبو عبد الرحمن حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الملك- هو ابن عمير- عن موسى بن طلحة عن عائشة قالت: ذكر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يوما خديجة فاطنب في الثناء عليها، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة، فقلت لقد أعقبك اللَّه يا رسول اللَّه من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين. قال فتغير وجه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تغيرا لم أره تغير عند شي‌ء قط إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى يعلم رحمة أو عذابا. و كذا رواه عن بهز بن أسد و عثمان بن مسلم كلاهما عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير به. و زاد بعد قوله حمراء الشدقين، هلكت في الدهر الأول. قال قال فتمعر وجهه تمعرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي أو عند المخيلة حتى ينظر رحمة أو عذابا. تفرد به أحمد. و هذا اسناد جيد. و

قال الامام احمد أيضا عن ابن إسحاق أخبرنا مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. قالت: كان النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا ذكر خديجة أثنى عليها باحسن الثناء. قالت فغرت يوما فقلت: ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدقين قد أبدلك اللَّه خيرا منها. قال «ما أبدلني اللَّه خيرا منها، و قد آمنت بى إذ كفر بى الناس، و صدقتني إذ كذبننى، و واستنى بمالها إذ حرمني الناس، و رزقني اللَّه ولدها إذ حرمني أولاد النساء» تفرد به احمد أيضا. و إسناده لا بأس به‌

و مجالد روى له مسلم متابعة و فيه كلام مشهور و اللَّه أعلم. و لعل هذا أعنى قوله: و رزقني اللَّه ولدها إذ حرمني أولاد النساء. كان قبل أن يولد إبراهيم بن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من مارية، و قبل مقدمها بالكلية و هذا معين. فان جميع أولاد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كما تقدم و كما سيأتي من خديجة إلا إبراهيم فمن مارية القبطية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست