responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 123

قال ابن إسحاق: و لما اشتكى أبو طالب و بلغ قريشا ثقله قالت قريش بعضها لبعض: إن حمزة و عمر قد أسلما، و قد فشا أمر محمد في قبائل قريش كلها، فانطلقوا بنا الى أبى طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه و ليعطه منا، فانا و اللَّه ما نأمن أن يبتزونا أمرنا.

قال ابن إسحاق: و حدثني العباس بن عبد اللَّه بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس. قال: لما مشوا إلى أبى طالب و كلموه- و هم أشراف قومه عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، و أبو جهل بن هشام، و أمية بن خلف، و أبو سفيان بن حرب، في رجال من اشرافهم- فقالوا: يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت، و قد حضرك ما ترى و تخوفنا عليك و قد علمت الّذي بيننا و بين ابن أخيك فادعه فخذ لنا منه و خذله منا ليكف عنا و لنكف عنه، و ليدعنا و ديننا و لندعه و دينه. فبعث اليه أبو طالب فجاءه فقال: يا ابن أخى هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليعطوك و ليأخذوا منك. قال فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «يا عم كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب و تدين لكم بها العجم». فقال أبو جهل: نعم و أبيك و عشر كلمات.

قال: «تقولون لا إله إلا اللَّه و تخلعون ما تعبدون من دونه». فصفقوا بأيديهم. ثم قالوا: يا محمد أ تريد أن تجعل الآلهة إلها واحدا؟! إن أمرك لعجب. قال ثم قال بعضهم لبعض: إنه و اللَّه ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون، فانطلقوا و امضوا على دين آبائكم حتى يحكم اللَّه بينكم و بينه، ثم تفرقوا.

قال فقال أبو طالب: و اللَّه يا ابن أخى ما رأيتك سألتهم شططا. قال فطمع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيه فجعل يقول له: «أي عم فأنت فقلها استحل لك بها الشفاعة يوم القيامة» فلما رأى حرص رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

قال: يا ابن أخى و اللَّه لو لا مخافة السبة عليك و على بنى أبيك من بعدي، و أن تظن قريش أنى إنما قلتها جزعا من الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها. قال: فلما تقارب من أبى طالب الموت نظر العباس اليه يحرك شفتيه فاصغى اليه باذنه. قال فقال: يا ابن أخى و اللَّه لقد قال أخى الكلمة التي أمرته أن يقولها. قال فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «لم أسمع» قال و أنزل اللَّه تعالى في أولئك الرهط (ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقاقٍ) الآيات.

و قد تكلمنا على ذلك في التفسير و للَّه الحمد و المنة.

و قد استدل بعض من ذهب من الشيعة و غيرهم من الغلاة إلى أن أبا طالب مات مسلما بقول العباس هذا الحديث، يا ابن أخى لقد قال أخى الكلمة التي أمرته أن يقولها- يعنى لا إله إلا اللَّه- و الجواب عن هذا من وجوه. أحدها أن في السند مبهما لا يعرف حاله و هو قوله عن بعض أهله و هذا إبهام في الاسم و الحال، و مثله يتوقف فيه لو انفرد. و قد روى الامام احمد و النسائي و ابن جرير نحوا من هذا السياق من طريق أبى أسامة عن الأعمش حدثنا عباد عن سعيد بن جبير فذكره و لم يذكر قول العباس. و رواه الثوري أيضا عن الأعمش عن يحيى بن عمارة الكوفي عن سعيد بن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست