responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 122

جبل حراء بين فلقتى القمر، فذهب فلقة. فتعجب أهل مكة من ذلك و قالوا هذا سحر مصنوع سيذهب. و

قال ليث بن أبى سليم عن مجاهد. قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فصار فرقتين: فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لأبي بكر: «فاشهد يا أبا بكر»

و قال المشركون: سحر القمر حتى انشق فهذه طرق متعددة قوية الأسانيد تفيد القطع لمن تأملها و عرف عدالة رجالها. و ما يذكره بعض القصاص من أن القمر سقط إلى الأرض حتى دخل في كم النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و خرج من الكم الآخر فلا أصل له، و هو كذب مفترى ليس بصحيح. و القمر حين انشق لم يزايل السماء غير أنه حين أشار اليه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) انشق عن إشارته فصار فرقتين، فسارت واحدة حتى صارت من وراء حراء، و نظروا إلى الجبل بين هذه و هذه كما أخبر بذلك ابن مسعود أنه شاهد ذلك. و ما وقع في رواية أنس في مسند احمد: فانشق القمر بمكة مرتين فيه نظر، و الظاهر أنه أراد فرقتين و اللَّه أعلم.

فصل في وفاة أبى طالب عم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌

ثم من بعده خديجة بنت خويلد زوجة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و رضى اللَّه عنها. و قيل بل هي توفيت قبله و المشهور الأول. و هذان المشفقان، هذا في الظاهر و هذه في الباطن، هذاك كافر و هذه مؤمنة صديقة رضى اللَّه عنها و أرضاها.

قال ابن إسحاق: ثم إن خديجة و أبا طالب هلكا في عام واحد، فتتابعت على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المصائب بهلك خديجة، و كانت له وزير صدق على الابتلاء [1] يسكن اليها، و يهلك عمه أبى طالب و كان له عضدا و حرزا في أمره، و منعة و ناصرا على قومه. و ذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبى طالب حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا.

فحدثني هشام بن عروة عن أبيه.

قال: فدخل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بيته و التراب على رأسه فقامت اليه إحدى بناته تغسله و تبكى، و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقول: «لا تبكى يا بنية فان اللَّه مانع أباك» و يقول بين ذلك: «ما نالتنى قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب».

و ذكر ابن إسحاق قبل ذلك: أن أحدهم ربما طرح الأذى في برمته (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا نصبت له. قال فكان إذا فعلوا ذلك كما حدثني عمر بن عبد اللَّه عن عروة يخرج بذلك الشي‌ء على العود فيقذفه على بابه ثم يقول: يا بنى عبد مناف أي جوار هذا؟ ثم يلقيه في الطريق.


[1] في ابن هشام: على الإسلام يشكو اليها. و أحسب أن عبارة الأصل انسب للمقام.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست