responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 105

و ذلك بسبب قول أبى بن خلف و زمعة بن الأسود و العاص بن وائل و النضر ابن الحارث، لو لا أنزل عليك ملك يكلم الناس عنك.

قال ابن إسحاق: و مر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيما بلغنا بالوليد بن المغيرة و أمية بن خلف و أبى جهل ابن هشام فهمزوه و استهزءوا به، فغاظه ذلك فأنزل اللَّه تعالى في ذلك من أمرهم‌ وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‌.

قلت: و قال اللَّه تعالى‌ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى‌ ما كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَ لَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ‌ و قال تعالى‌ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ‌. قال سفيان عن جعفر بن اياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: المستهزءون الوليد بن المغيرة، و الأسود بن عبد يغوث الزهري، و الأسود بن المطلب أبو زمعة، و الحارث بن عيطل [1]، و العاص بن وائل السهمي. فأتاه جبريل فشكاهم اليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأراه الوليد فاشار جبريل الى أنملة و قال كفيته، ثم أراه الأسود بن المطلب فأومأ الى عنقه و قال كفيته، ثم أراه الأسود بن عبد يغوث فأومأ الى رأسه و قال كفيته، ثم أراه الحارث بن عيطل فأومأ الى بطنه و قال كفيته، و مر به العاص بن وائل فأومأ الى أخمصه و قال كفيته. فاما الوليد فمر برجل من خزاعة و هو يريش نبلا له فأصاب أنمله فقطعها، و أما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها، و أما الأسود ابن المطلب فعمى. و كان سبب ذلك أنه نزل تحت سمرة فجعل يقول: يا بنى ألا تدفعون عنى قد قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئا. و جعل يقول يا بنى ألا تمنعون عنى قد هلكت، ها هو ذا الطعن بالشوك في عيني. فجعلوا يقولون ما نرى شيئا. فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه. و أما الحارث بن عيطل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها. و أما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رأسه شبرقة حتى امتلأت منها فمات منها. و قال غيره في هذا الحديث:

فركب الى الطائف على حمار فربض به على شبرقة- يعنى شوكة- فدخلت في أخمص قدمه شوكة فقتلته. رواه البيهقي بنحو من هذا السياق.

و قال ابن إسحاق: و كان عظماء المستهزءين كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير خمسة نفر، و كانوا ذوى أسنان و شرف في قومهم، الأسود بن المطلب أبو زمعة دعا عليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: «اللَّهمّ أعم بصره و أثكله ولده». و الأسود بن عبد يغوث، و الوليد بن المغيرة، و العاص بن وائل، و الحارث بن الطلاطة. و ذكر أن اللَّه تعالى أنزل فيهم (فاصدع بما تؤمر و أعرض‌


[1] كذا في الأصلين. و سيأتي انه ابن الطلاطلة و ابن الطلاطل و هكذا في ابن هشام و السهيلي و قد اختلف أصحاب السير في ذلك و منهم من حكى القولين معا.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست