responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 104

قلت: و قد روى أبو بكر الشافعيّ باسناد جيد عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما: أن يزيد بن ركانة صارع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فصرعه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثلاث مرات، كل مرة على مائة من الغنم فلما كان في الثالثة قال يا محمد ما وضع ظهري الى الأرض أحد قبلك، و ما كان أحد أبغض الىّ منك. و أنا أشهد أن لا إله الا اللَّه و أنك رسول اللَّه فقام عنه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ورد عليه غنمه.

و أما قصة دعائه الشجرة فأقبلت فسيأتي في كتاب دلائل النبوة بعد السيرة من طرق جيدة صحيحة في مرات متعددة ان شاء اللَّه و به الثقة. و قد تقدم عن أبى الاشدين [1] أنه صارع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فصرعه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). ثم ذكر ابن إسحاق قصة قدوم النصارى من أهل الحبشة نحوا من عشرين راكبا الى مكة فأسلموا عن آخرهم، و قد تقدم ذلك بعد قصة النجاشي و للَّه الحمد و المنة.

قال ابن إسحاق: و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا جلس في المسجد يجلس اليه المستضعفون من أصحابه خباب، و عمار، و أبو فكيهة، و يسار مولى صفوان بن أمية، و صهيب، و أشباههم من المسلمين. هزئت بهم قريش و قال بعضهم لبعض هؤلاء أصحابه كما ترون، أ هؤلاء من اللَّه عليهم من بيننا بالهدى و دين الحق لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقنا هؤلاء اليه و ما خصهم اللَّه به دوننا.

فانزل اللَّه عز و جل فيهم: (و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة و العشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شي‌ء و ما من حسابك عليهم من شي‌ء فتطردهم فتكون من الظالمين، و كذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أ هؤلاء من اللَّه عليهم من بيننا أ ليس اللَّه بأعلم بالشاكرين و إذا جاءك الذين يؤمنون بئايتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة إنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فإنه غفور رحيم). قال و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كثيرا ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلام [2] نصراني يقال له جبر، عبد لبني الحضرميّ و كانوا يقولون و اللَّه ما يعلم محمدا كثيرا مما يأتى به الأجير، فانزل اللَّه تعالى في ذلك من قولهم (انما يعلمه بشر لسان الّذي يلحدون اليه أعجمى و هذا لسان عربي مبين). ثم ذكر نزول سورة الكوثر في العاص بن وائل حين قال عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إنه أبتر أي لا عقب له فإذا مات انقطع ذكره. فقال اللَّه تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أي المقطوع الذكر بعده، و لو خلف ألوفا من النسل و الذرية و ليس الذكر و الصيت و لسان الصدق بكثرة الأولاد و الانسال و العقب، و قد تكلمنا على هذه السورة في التفسير و للَّه الحمد. و قد روى عن أبى جعفر الباقر: أن العاص بن وائل انما قال ذلك حين مات القاسم بن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و كان قد بلغ أن يركب الدابة و يسير على النجيبة. ثم ذكر نزول قوله: وَ قالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَ لَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ


[1] اسمه كلدة بن أسيد الجمحيّ. من السهيليّ.

[2] في الأصلين: بيعة و في ابن هشام و السهيليّ: مبيعة (وزان مفعلة) و قوله: عبد لبني الحضرميّ الّذي في ابن هشام عبد لابن الحضرميّ.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست