responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 103

إنما حرمت بالمدينة بعد وقعة بنى النضير كما سيأتي بيانه فالظاهر أن عزم الأعشى على القدوم للإسلام إنما كان بعد الهجرة و في شعره ما يدل على ذلك و هو قوله:

ألا أيها ذا السائلى أين يممت‌* * * فان لها في أهل يثرب موعدا

و كان الأنسب و الأليق بابن هشام أن يؤخر ذكر هذه القصة الى ما بعد الهجرة و لا يوردها هاهنا و اللَّه أعلم. قال السهيليّ: و هذه غفلة من ابن هشام و من تابعه فان الناس مجمعون على ان الخمر لم ينزل تحريمها إلا في المدينة بعد أحد. و قد قال: و قيل إن القائل للأعشى هو أبو جهل بن هشام في دار عتبة بن ربيعة. و ذكر أبو عبيدة أن القائل له ذلك هو عامر بن الطفيل في بلاد قيس و هو مقبل إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال و قوله. ثم آته فأسلم- لا يخرجه عن كفره بلا خلاف و اللَّه أعلم.

ثم ذكر ابن إسحاق هاهنا قصة الإراشي و كيف استعدى إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من أبى جهل في ثمن الجمل الّذي ابتاعه منه، و كيف أذل اللَّه أبا جهل و أرغم أنفه حتى أعطاه ثمنه في الساعة الراهنة و قد قدمنا ذلك في ابتداء الوحي و ما كان من أذية المشركين عند ذلك.

قصة مصارعة ركانة و كيف أراه الشجرة التي دعاها فأقبلت (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌

قال ابن إسحاق: و حدثني أبى إسحاق بن يسار قال‌ و كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف أشد قريشا، فخلا يوما برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في بعض شعاب مكة فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): يا ركانة ألا تتقى اللَّه و تقبل ما أدعوك اليه قال إني لو أعلم أن الّذي تقول حق لاتبعتك فقال له رسول اللَّه: «أ فرأيت إن صرعتك أ تعلم أن ما أقول حق؟». قال نعم! قال: «فقم حتى أصارعك». قال فقام ركانة اليه فصارعه فلما بطش به رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أضجعه لا يملك من نفسه شيئا ثم قال عد يا محمد فعاد فصرعه. فقال يا محمد و اللَّه إن هذا للعجب، أ تصرعنى؟ قال: «و أعجب من ذلك ان شئت أريكه إن اتقيت اللَّه و اتبعت أمرى».؟ قال و ما هو؟ قال: «أدعو لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني». قال: فادعها فدعاها فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

فقال لها: ارجعي الى مكانك فرجعت الى مكانها قال فذهب ركانة الى قومه فقال يا بنى عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض فو اللَّه ما رأيت أسحر منه قط، ثم أخبرهم بالذي رأى و الّذي صنع.

هكذا روى ابن إسحاق هذه القصة مرسلة بهذا البيان.

و قد روى أبو داود و الترمذي من حديث أبى الحسن العسقلاني عن أبى جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه. أن ركانة صارع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فصرعه النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، ثم قال الترمذي غريب و لا نعرف أبا الحسن و لا بن ركانة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست