نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 102
كهولا و شبانا فقدت و ثروة* * * فلله هذا الدهر كيف ترددا
و ما زلت أبغى المال مذأنا يافع* * * وليدا و كهلا حين شبت و أمردا
و ابتذل العيس المراقيل تعتلى* * * مسافة ما بين النجير فصرخدا
ألا أيهذا السائلى أين يممت* * * فان لها في أهل يثرب موعدا
فان تسألى عنى فيا رب سائل* * * حفى عن الأعشى به حيث أصعدا
أجدت برجليها النجاد و راجعت* * * يداها خنافا لينا غير أحردا
و فيها إذا ما هجّرت عجرفية* * * إذا خلت حرباء الظهيرة أصيدا
و آليت لا أوى لها من كلالة* * * و لا من حفى حتى تلاقى محمدا
متى ما تناخى عند باب ابن هاشم* * * تراحى و تلقى من فواضله ندي
نبي يرى ما لا ترون و ذكره* * * أغار لعمري في البلاد و أنجدا
له صدقات ما تغب و نائل* * * فليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد* * * نبي الإله حيث أوصى و أشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى* * * و لاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله* * * فترصد للأمر الّذي كان ارصدا
فإياك و الميتات لا تقربنها* * * و لا تأخذن سهما حديدا لتقصدا
و ذا النصب المنصوب لا تنسكنه* * * و لا تعبد الأوثان و اللَّه فاعبدا
و لا تقربنّ جارة [1] كان سرها* * * عليك حراما فانكحن أو تأبدا
و ذا الرحم القربى فلا تقطعنه* * * لعاقبة و لا الأسير المقيدا
و سبح على حين العشية و الضحى* * * و لا تحمد الشيطان و اللَّه فاحمدا
و لا تسخرن من بائس ذي ضرارة* * * و لا تحسبن المال للمرء مخلدا
قال ابن هشام: فلما كان بمكة- أو قريب منها- اعترضه بعض المشركين من قريش فسأله عن أمره فأخبره أنه جاء يريد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليسلم. فقال له: يا أبا بصير إنه يحرم الزنا. فقال:
الأعشى و اللَّه إن ذلك لأمر ما لي فيه من أرب. فقال: يا أبا بصير إنه يحرم الخمر. فقال الأعشى:
أما هذه فو اللَّه إن في نفسي منها العلالات و لكنى منصرف فاتروى منها عامي هذا، ثم آته فأسلم فانصرف فمات في عامه ذلك و لم يعد إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم).
هكذا أورد ابن هشام هذه القصة هاهنا و هو كثير المؤاخذات لمحمد بن إسحاق (رحمه اللَّه)، و هذا مما يؤاخذ به ابن هشام (رحمه اللَّه)، فان الخمر
[1] في المصرية و ابن هشام (حرة) و في ح: مكان سرها (أمرها).
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 102