responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 101

رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) للذي ذخر اللَّه للأنصار، فلما هاجر النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى المدينة هاجر اليه الطفيل بن عمرو و هاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فاخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه فما رقأ الدم حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في منامه في هيئة حسنة، و رآه مغطيا يديه. فقال له: ما صنع ربك بك فقال غفر لي بهجرتى إلى نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال فما لي أراك مغطيا يديك؟ قال قيل لي لن يصلح منك ما أفسدت. قال فقصها الطفيل على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم):

«اللَّهمّ و ليديه فاغفر» رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة و إسحاق بن إبراهيم كلاهما عن سليمان ابن حرب به.

فان قيل فما الجمع بين هذا الحديث و بين ما ثبت‌

في الصحيحين من طريق الحسن عن جندب قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع، فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، فقال اللَّه عز و جل عبدي بادرني بنفسه فحرمت عليه الجنة».

فالجواب من وجوه، أحدها أنه قد يكون ذاك مشركا و هذا مؤمن، و يكون قد جعل هذا الصنيع سببا مستقلا في دخوله النار و إن كان شركه مستقلا إلا أنه نبه على هذا لتعتبر أمته. الثاني قد يكون هذاك عالما بالتحريم و هذا غير عالم لحداثة عهده بالإسلام. الثالث قد يكون ذاك فعله مستحلا له و هذا لم يكن مستحلا بل مخطئا. الرابع قد يكون أراد ذاك بصنيعه المذكور أن يقتل نفسه بخلاف هذا فإنه يجوز أنه لم يقصد قتل نفسه و إنما أراد غير ذلك. الخامس قد يكون هذاك قليل الحسنات فلم تقاوم كبر ذنبه المذكور فدخل النار، و هذا قد يكون كثير الحسنات فقاومت الذنب فلم يلج النار بل غفر له بالهجرة إلى نبيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). و لكن بقي الشين في يده فقط و حسنت هيئة سائره فغطى الشين منه فلما رآه الطفيل بن عمرو مغطيا يديه قال له مالك؟ قال قيل لي لن يصلح منك ما أفسدت‌

فلما قصها الطفيل على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) دعا له فقال: «اللَّهمّ وليديه فاغفر»

أي فأصلح منها ما كان فاسدا. و المحقق أن اللَّه استجاب لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في صاحب الطفيل بن عمرو.

قصة اعشى بن قيس‌

قال ابن هشام: حدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي و غيره من مشايخ بكر بن وائل عن أهل العلم أن أعشى بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل خرج إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يريد الإسلام، فقال يمدح النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم):

أ لم تغتمض عيناك ليلة أرمدا* * * و بت كما بات السليم مسهدا

و ما ذاك من عشق النساء و إنما* * * تناسيت قبل اليوم خلة مهددا

و لكن أرى الدهر الّذي هو خائن‌* * * إذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست