responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 96

تكامل اجتماع الناس و جاء أبو إسحاق ليدرس لقيه فقيه شاب فقال: يا سيدي تذهب تدرس في مكان مغصوب؟ فامتنع أبو إسحاق من الحضور و رجع إلى بيته، فأقيم الشيخ أبو نصر الصباغ فدرس، فلما بلغ نظام الملك ذلك تغيظ على العميد و أرسل إلى الشيخ أبى إسحاق فرده إلى التدريس بالنظاميّة، في ذي الحجة من هذه السنة، و كان لا يصلى فيها مكتوبة، بل كان يخرج إلى بعض المساجد فيصلي، لما بلغه من أنها مغصوبة، و قد كان مدة تدريس ابن الصباغ فيها عشرين يوما، ثم عاد أبو إسحاق إليها. و في ذي القعدة من هذه السنة قتل الصليحى أمير اليمن و صاحب مكة قتله بعض أمراء اليمن، و خطب للقائم بأمر اللَّه العباسي. و فيها حج بالناس أبو الغنائم النقيب.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

محمد بن إسماعيل بن محمد

أبو على الطرسوسي، و يقال له العراقي، لظرفه و طول مقامه بها، سمع الحديث من أبى طاهر المخلص، و تفقه على أبى محمد الباقي، ثم على الشيخ أبى حامد الأسفراييني، و ولى قضاء بلدة طرسوس و كان من الفقهاء الفضلاء المبرزين.

ثم دخلت سنة ستين و أربعمائة من الهجرة النبويّة

قال ابن الجوزي: في جمادى الأولى كانت زلزلة بأرض فلسطين، أهلكت بلد الرملة، و رمت شراريف من مسجد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و لحقت وادي الصفر و خيبر، و انشقت الأرض عن كنوز كثيرة من المال، و بلغ حسها إلى الرحبة و الكوفة، و جاء كتاب بعض التجار فيه ذكر هذه الزلزلة و ذكر فيه أنها خسفت الرملة جميعا حتى لم يسلم منها إلا داران فقط، و هلك منها خمس عشرة ألف نسمة، و انشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت، و غار البحر مسيرة يوم، و ساخ في الأرض و ظهر في مكان الماء أشياء من جواهر و غيرها، و دخل الناس في أرضه يلتقطون، فرجع عليهم فأهلك كثيرا منهم، أو أكثرهم. و في يوم النصف من جمادى الآخرة قرئ الاعتقاد القادري الّذي فيه مذهب أهل السنة، و الإنكار على أهل البدع، و قرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب التوحيد لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين. و ذكر بمحضر من الوزير ابن جهير و جماعة الفقهاء و أهل الكلام، و اعترفوا بالموافقة، ثم قرئ الاعتقاد القادري على الشريف أبى جعفر بن المقتدى باللَّه بباب البصرة، و ذلك لسماعه له من الخليفة القادر باللَّه مصنفه.

و فيها عزل الخليفة وزيره أبا نصر محمد بن محمد بن جهير، الملقب فخر الدولة، و بعث إليه يعاتبه في أشياء كثيرة، فاعتذر منها و أخذ في الترفق و التذلل، فأجيب بأن يرحل إلى أي جهة شاء، فاختار ابن مزيد فباع أصحابه أملاكهم و طلقوا نساءهم و أخذ أولاده و أهله و جاء ليركب في سفينة لينحدر منها إلى الحلة، و الناس يتباكون حوله لبكائه، فلما اجتاز بدار الخلافة قبل الأرض دفعات‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست