responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 97

و الخليفة في الشباك، و الوزير يقول يا أمير المؤمنين ارحم شيبتي و غربتي و أولادي، فأعيد إلى الوزارة بشفاعة دبيس بن مزيد، في السنة الآتية، و امتدحه الشعراء، و فرح الناس برجوعه إلى الوزارة و كان يوما مشهودا.

و فيها توفى من الأعيان‌

عبد الملك بن محمد بن يوسف بن منصور

الملقب بالشيخ الأجل، كان أوحد زمانه بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و المبادرة إلى فعل الخيرات، و اصطناع الأيادي عند أهلها، من أهل السنة، مع شدة القيام على أهل البدع و لعنهم، و افتقاد المستورين بالبر و الصدقة، و إخفاء ذلك جهده و طاقته، و من غريب ما وقع له أنه كان يصل إنسانا في كل يوم بعشرة دنانير، كان يكتب بها معه إلى ابن رضوان، فلما توفى الشيخ جاء الرجل إلى ابن رضوان فقال: ادفع إلى ما كان يصرف لي الشيخ، فقال له ابن رضوان: إنه قد مات و لا أصرف لك شيئا، فجاء الرجل إلى قبر الشيخ الأجل فقرأ شيئا من القرآن و دعا له و ترحم عليه، ثم التفت فإذا هو بكاغد فيه عشرة دنانير، فأخذها و جاء بها إلى ابن رضوان فذكر له ما جرى له، فقال: هذه سقطت منى اليوم عند قبره فخذها و لك عندي في كل يوم مثلها. توفى في نصف المحرم منها عن خمس و ستين سنة، و كان يوم موته يوما مشهودا، حضره خلق لا يعلم عددهم إلا اللَّه عز و جل، ف(رحمه اللَّه تعالى).

أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي‌

فقيه الشيعة، و دفن في مشهد على، و كان مجاورا به حين أحرقت داره بالكرخ، و كتبه، سنة ثمان و أربعين إلى محرم هذه السنة فتوفى و دفن هناك.

ثم دخلت سنة إحدى و ستين و أربعمائة

في ليلة النصف من شعبان منها كان حريق جامع دمشق، و كان سببه أن غلمان الفاطميين و العباسيين اختصموا فألقيت نار بدار الملك، و هي الخضراء المتاخمة للجامع من جهة القبلة، فاحترقت، و سرى الحريق إلى الجامع فسقطت سقوفه و تناثرت فصوصه المذهبة، و تغيرت معالمه، و تقلعت الفسيفساء التي كانت في أرضه، و على جدرانه، و تبدلت بضدها، و قد كانت سقوفه مذهبة كلها، و الجملونات من فوقها، و جدرانه مذهبة ملونة مصور فيها جميع بلاد الدنيا، بحيث إن الإنسان إذا أراد أن يتفرج في إقليم أو بلد وجده في الجامع مصورا كهيئته، فلا يسافر إليه و لا يعنّى في طلبه، فقد وجده من قرب الكعبة و مكة فوق المحراب و البلاد كلها شرقا و غربا، كل إقليم في مكان لائق به، و مصور فيه كل شجرة مثمرة و غير مثمرة، مصور مشكل في بلدانه و أوطانه، و الستور مرخاة على أبوابه النافذة إلى الصحن، و على أصول الحيطان إلى مقدار الثلث منها ستور، و باقي الجدران‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست