responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 95

ابن الجوزي: و كان من سادات العلماء الثقات، و شهد عند ابن ماكولا و ابن الدامغانيّ فقبلاه، و تولى النظر في الحكم بحريم الخلافة، و كان إماما في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب أحمد، و درس و أفتى سنين، و انتهت إليه رياسة المذهب، و انتشرت تصانيفه و أصحابه، و جمع الإمامة و الفقه و الصدق، و حسن الخلق، و التعبد و التقشف و الخشوع، و حسن السمت، و الصمت عما لا يعنى توفى في العشرين من رمضان منها عن ثمان و سبعين سنة، و اجتمع في جنازته القضاة و الأعيان، و كان يوما حارا، فأفطر بعض من اتبع جنازته، و ترك من البنين عبيد اللَّه أبا القاسم، و أبا الحسين و أبا حازم، و رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: رحمني و غفر لي و أكرمنى، و رفع منزلتي، و جعل يعد ذلك بإصبعه، فقال: بالعلم؟ فقال: بل بالصدق.

ابن سيده‌

صاحب المحكم في اللغة، أبو الحسين على بن إسماعيل المرسي، كان إماما حافظا في اللغة، و كان ضرير البصر، أخذ علم العربية و اللغة عن أبيه، و كان أبوه ضريرا أيضا، و اشتغل على أبى العلاء صاعد البغدادي، و له المحكم في مجلدات عديدة، و له شرح الحماسة في ست مجلدات، و غير ذلك، و قرأ على الشيخ أبى عمر الطملنكى كتاب الغريب لأبى عبيد سردا من حفظه، فتعجب الناس لذلك، و كان الشيخ يقابل بما يقرأ في الكتاب، فسمع الناس بقراءته من حفظه، توفى في ربيع الأول منها و له ستون سنة، و قيل إنه توفى في سنة ثمان و أربعين، و الأول أصح، و اللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة تسع و خمسين و أربعمائة

فيها بنى أبو سعيد المستوفي الملقب بشرف الملك، مشهد الامام أبى حنيفة ببغداد، و عقد عليه قبة، و عمل بإزائه مدرسة، فدخل أبو جعفر بن البياضي زائرا لأبى حنيفة فأنشد:

أ لم تر أن العلم كان مضيعا* * * فجمّعه هذا المغيب في اللحد

كذلك كانت هذه الأرض ميتة* * * فأنشرها جود العميد أبى السعد

و فيها هبت ريح حارة فمات بسببها خلق كثير، و ورد أن ببغداد تلف شجر كثير من الليمون و الأترج. و فيها احترق قبر معروف الكرخي، و كان سببه أن القيم طبخ له ماء الشعير لمرضه فتعدت النار إلى الأخشاب فاحترق المشهد. و فيها وقع غلاء و فناء بدمشق و حلب و حران، و أعمال خراسان بكمالها، و وقع الفناء في الدواب: كانت تنتفخ رءوسها و أعينها حتى كان الناس يأخذون حمر الوحش بالأيدي، و كانوا يأنفون من أكلها.

قال ابن الجوزي في المنتظم: و في يوم السبت عاشر ذي القعدة جمع العميد أبو سعد الناس ليحضروا الدرس بالنظاميّة ببغداد، و عين لتدريسها و مشيختها الشيخ أبا إسحاق الشيرازي، فلما

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست