responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 91

و فيها أرسل ولده ملك شاه و وزيره نظام الملك هذا في جنود عظيمة إلى بلاد الكرخ، ففتحوا حصونا كثيرة، و غنموا أموالا جزيلة، و فرح المسلمون بنصرهم، و كتب كتاب ولده على ابنة الخان الأعظم صاحب ما وراء النهر، و زفت إليه، و زوج ابنه الآخر بابنة صاحب غزنة، و اجتمع شمل الملكين السلجوقي و المحمودي.

و فيها أذن ألب أرسلان لابنة الخليفة في الرجوع إلى أبيها، و أرسل معها بعض القضاة و الأمراء فدخلت بغداد في تجمل عظيم، و خرج الناس لينظروا إليها، فدخلت ليلا، ففرح الخليفة و أهلها بذلك، و أمر الخليفة بالدعاء لألب أرسلان على المنابر في الخطب، فقيل في الدعاء: اللَّهمّ و أصلح السلطان المعظم، عضد الدولة، و تاج الملة، ألب أرسلان أبا شجاع محمد بن داود، ثم أرسل الخليفة إلى الملك بالخلع و التقليد مع الشريف نقيب النقباء، طراد بن محمد، و أبى محمد التميمي، و موفق الخادم و استقر أمر السلطان ألب أرسلان على العراق. قال ابن الجوزي: و في ربيع الأول شاع في بغداد أن قوما من الأكراد خرجوا يتصيدون فرأوا في البرية خياما سودا، سمعوا بها لطما شديدا، و عويلا كثيرا، و قائلا يقول: قد مات سيدوك ملك الجن، و أي بلد لم يلطم به عليه، و لم يقم له مأتم فيه. قال: فخرج النساء العواهر من حريم بغداد إلى المقابر يلطمن ثلاثة أيام، و يخرقن ثيابهن و ينشرن شعورهن، و خرج رجال من الفساق يفعلون ذلك، و فعل هذا بواسط و خوزستان و غيرها من البلاد، قال: و هذا من الحمق لم ينقل مثله. قال ابن الجوزي: و في يوم الجمعة ثانى عشر شعبان هجم قوم من أصحاب عبد الصمد على أبى على بن الوليد، المدرس للمعتزلة فسبوه و شتموه لامتناعه من الصلاة في الجامع، و تدريسه للناس بهذا المذهب، و أهانوه و جروه، و لعنت المعتزلة، في جامع المنصور، و جلس أبو سعيد بن أبى عمامة و جعل يلعن المعتزلة. و في شوال ورد الخبر أن السلطان غزا بلدا عظيما فيه ستمائة ألف دنليز، و ألف بيعة و دير، و قتل منهم خلقا كثيرا، و أسر خمسمائة ألف إنسان.

و في ذي القعدة حدث بالناس وباء شديد ببغداد و غيرها من بلاد العراق، و غلت أسعار الأدوية، و قل التمرهندى، و زاد الحر في تشارين، و فسد الهواء، و في هذا الشهر خلع على أبى الغنائم المعمر بن محمد بن عبيد اللَّه العلويّ بنقابة الطالبيين، و ولاية الحج و المظالم، و لقب بالظاهر ذي المناقب، و قرئ تقليده في الموكب. و حج أهل العراق في هذه السنة.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

ابن حزم الظاهري‌

هو الإمام الحافظ العلامة، أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معد بن سفيان بن يزيد، مولى يزيد بن أبى سفيان صخر بن حرب الأموي، أصل جده من فارس، أسلم و خلف المذكور، و هو أول من دخل بلاد المغرب منهم، و كانت بلدهم قرطبة، فولد ابن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست