نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 87
لشدة الظلمة. و فيها ولى أبو تميم بن معز الدولة بلاد إفريقية. و فيها ولى ابن نصر الدولة أحمد بن مروان الكردي ديار بكر. و فيها ولى قريش بن بدران بلاد الموصل و نصيبين. و فيها خلع على طراد ابن محمد الزينبي الملقب بالكامل نقابة الطالبيين، و لقب المرتضى. و فيها ضمن أبو إسحاق بن علاء اليهودي، ضياع الخليفة من صرصر إلى أواثى، كل سنة ستة و ثمانين ألف دينار، و سبع عشرة ألف كر من غلة. و لم يحج أحد من أهل العراق هذه السنة.
و ممن توفى فيها من الأعيان.
أحمد بن مروان
أبو نصر الكردي، صاحب بلاد بكر و ميافارقين، لقبه القادر نصر الدولة، و ملك هذه البلاد ثنتين و خمسين سنة، و تنعم تنعما لم يقع لأحد من أهل زمانه، و لا أدركه فيه أحد من أقرانه، و كان عنده خمسمائة سرية سوى من يخدمهن، و عنده خمسمائة خادم، و كان عنده من المغنيات شيء كثير كل واحدة مشتراها خمسة آلاف دينار، و أكثر، و كان يحضر في مجلسه من آلات اللهو و الأواني ما يساوى مائتي ألف دينار، و تزوج بعدة من بنات الملوك، و كان كثير المهادنة للملوك، إذا قصده عدو أرسل إليه بمقدار ما يصالحه به، فيرجع عنه.
و قد أرسل إلى الملك طغرلبك بهدية عظيمة حين ملك العراق، من ذلك حبل من ياقوت كان لبني بويه اشتراه منهم بشيء كثير، و مائة ألف دينار، و غير ذلك، و قد وزر له أبو القاسم المعرى مرتين، و وزر له أيضا أبو نصر محمد بن محمد بن حمير، و كانت بلاده آمن البلاد، و أطيبها و أكثرها عدلا، و قد بلغه أن الطيور تجوع فتجمع في الشتاء من الحبوب التي في القرى فيصطادها الناس، فأمر بفتح الاهراء و إلقاء ما يكفيها من الغلات في مدة الشتاء، فكانت تكون في ضيافته طول الشتاء مدة عمره، توفى في هذه السنة و قد قارب الثمانين. قال ابن خلكان: قال ابن الأزرق في تاريخه: إنه لم يصادر أحدا من رعيته سوى رجل واحد، و لم تفته صلاة مع كثرة مباشرته للذات، و كان له ثلاثمائة و ستون حظية، يبيت عند كل واحدة ليلة في السنة، و خلف أولادا كثيرة، و لم يزل على ذلك إلى أن توفى في التاسع و العشرين من شوال منها.
ثم دخلت سنة أربع و خمسين و أربعمائة
فيها وردت الكتب الكثيرة من الملك طغرلبك يشكو من قلة إنصاف الخليفة، و عدم موافقته له، و يذكر ما أسداه إليه من الخير و النعم إلى ملوك الأطراف، و قاضى القضاة الدامغانيّ، فلما رأى الخليفة ذلك، و أن الملك أرسل إلى نوابه بالاحتياط على أموال الخليفة، كتب إلى الملك يجيبه إلى ما سأل، فلما وصل ذلك إلى الملك فرح فرحا شديدا، و أرسل إلى نوابه أن يطلقوا أملاك الخليفة، و اتفقت الكلمة بعد أن كادت تتفرق، فوكل الخليفة في العقد. فوقع العقد بمدينة تبريز بحضرة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 87