responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 86

محمد بن عبيد اللَّه‌

ابن أحمد بن محمد بن عروس، أبو الفضل البزار، انتهت إليه رياسة الفقهاء المالكيين ببغداد، و كان من القراء المجيدين، و أهل الحديث المسندين، سمع ابن حبانة و المخلص و ابن شاهين، و قد قبل شهادته أبو عبد اللَّه الدامغانيّ، و كان أحد المعدلين.

قطر الندى‌

و يقال الدجى، و يقال علم، أم الخليفة القائم بأمر اللَّه، كانت عجوزا كبيرة، بلغت التسعين، و هي التي احتاجت في زمان البساسيري فأجرى عليها رزقا، و أخدمها جاريتين، ثم لم تمت حتى أقر اللَّه عينها بولدها، و رجوعه إليها، و استمر أمرهم على ما كانوا عليه، ثم توفيت في هذه السنة، فحضر ولدها الخليفة جنازتها، و كانت حافلة جدا.

ثم دخلت سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة

فيها خطب الملك طغرلبك ابنة الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك، و قال: هذا شي‌ء لم تجر العادة بمثله، ثم طلب شيئا كثيرا كهيئة الفرار. من ذلك ما كان لزوجته التي توفيت من الاقطاعات بأرض واسط، و ثلاثمائة ألف دينار، و أن يقيم الملك ببغداد لا يرحل عنها و لا يوما واحدا، فوقع الاتفاق على بعض ذلك، و أرسل إليها بمائة ألف دينار مع ابنة أخيه داود زوجة الخليفة، و أشياء كثيرة من آنية الذهب و الفضة، و النثار و الجواري، و من الجواهر ألفان و مائتي قطعة، من ذلك سبعمائة قطعة من جوهر، وزن القطعة ما بين الثلاث مثاقيل إلى المثقال، و أشياء أخرى. فتمنع الخليفة لفوات بعض الشروط، فغضب عميد الملك الوزير لمخدومه السلطان، و جرت شرور طويلة اقتضت أن أرسل السلطان كتابا يأمر الخليفة بانتزاع ابنة أخيه السيدة أرسلان خاتون، و نقلها من دار الخلافة إلى دار الملك، حتى تنفصل هذه القضية، فعزم الخليفة على الرحيل من بغداد، فانزعج الناس لذلك، و جاء كتاب السلطان إلى رئيس شحنة بغداد برشتق يأمره بعدم المراقبة و كثرة العسف في مقابلة رد أصحابه بالحرمان، و يعزم على نقل الخاتون إلى دار المملكة، و أرسل من يحملها إلى البلد التي هو فيها، كل ذلك غضبا على الخليفة. قال ابن الجوزي: و في رمضان منها رأى إنسان من الزمنى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في المنام و هو قائم و معه ثلاثة أنفس، فجاءه أحدهم فقال له: ألا تقوم؟ فقال: لا أستطيع، أنا رجل مقعد، فأخذ بيده فقال قم فقام و انتبه، فإذا هو قد برأ و أصبح يمشى في حوائجه. و في ربيع الآخر استوزر الخليفة أبا الفتح منصور بن أحمد بن دارست الأهوازي، و خلع عليه و جلس في مجلس الوزارة. و في جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه كسفت الشمس كسوفا عظيما، جميع القرص غاب، فمكث الناس أربع ساعات حتى بدت النجوم و آوت الطيور إلى أوكارها، و تركت الطيران‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست