responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 83

أمير المؤمنين، و أنا ذاهب إن شاء اللَّه خلف الكلب البساسيري، فأقتله إن شاء اللَّه، ثم أدخل الشام و أفعل بصاحب مصر ما ينبغي أن يجازى به من سوء المقابلة، فدعا له الخليفة، و أعطى الخليفة للملك سيفا كان معه، لم يبق معه من أمور الخلافة سواه، و استأذن الملك لبقية الجيش أن يخدموا الخليفة، فرفعت الأستار عن جوانب الحركات، فلما شاهد الأتراك الخليفة قبلوا الأرض، ثم دخلوا بغداد يوم الاثنين لخمس بقين من ذي القعدة، و كان يوما مشهودا: الجيش كله معه و القضاة و الأعيان و السلطان آخذ بلجام بغلته، إلى أن وصل باب الحجرة، ثم إنه لما وصل الخليفة إلى دار مملكته استأذنه السلطان في الذهاب وراء البساسيري، فأرسل جيشا من ناحية الكوفة ليمنعوه من الدخول إلى الشام، و خرج هو و الناس في التاسع و العشرين من الشهر. و أما البساسيري فإنه مقيم بواسط في جمع غلات و أمور يهيئها لقتال السلطان، و عنده أن الملك طغرلبك و من عنده ليسوا بشي‌ء يخاف منه، و ذلك لما يريده اللَّه تعالى من إهلاكه إن شاء اللَّه.

صفة مقتل البساسيري و أخذه على يدي السلطان طغرلبك‌

لما سار السلطان وراءه وصلت السرية الأولى فلقوه بأرض واسط و معه ابن مزيد، فاقتتلوا هنالك و انهزم أصحابه عنه، و نجا البساسيري بنفسه على فرس، فتبعه بعض الغلمان فرمى فرسه بنشابة فألقته إلى الأرض، فجاء الغلام فضربه على وجهه و لم يعرفه، و أسره واحد منهم يقال له كمسكين، فخر رأسه و حمله إلى السلطان، و أخذت الأتراك من جيش البساسيري من الأموال ما عجزوا عن حمله، و لما وصل الرأس إلى السلطان أمر أن يذهب به إلى بغداد، و أن يرفع على رمح، و أن يطاف به في المحال و أن يطوف معه الدبادب و البوقات و النفاطون، و أن يخرج الناس و النساء للفرجة عليه، ففعل ذلك، ثم نصب على الطيارة تجاه دار الخليفة، و قد كان مع البساسيري خلق من البغاددة خرجوا معه، ظانين أنه سيعود إلى بغداد، فهلكوا و نهبت أموالهم، و لم ينج من أصحابه إلا القليل، و فر ابن مزيد في ناس قليل إلى البطيحة، و معه أولاد البساسيري و أمهم، و قد سلبتهم الأعراب فلم يتركوا لهم شيئا.

ثم استؤمن لابن مزيد من السلطان و دخل معه بغداد، و قد نهبت العساكر ما بين واسط و البصرة و الأهواز، و ذلك لكثرة الجيش و انتشاره و كثافته. و أما الخليفة فإنه حين عاد إلى دار الخلافة جعل للَّه عليه أن لا ينام على وطاء و لا يأتيه أحد بطعام إذا كان صائما، و لا يخدمه في وضوئه و غسله أحد، بل يتولى ذلك كله بنفسه لنفسه، و عاهد اللَّه أن لا يؤذى أحدا ممن آذاه، و أن يصفح عن من ظلمه، و قال: ما عاقبت من عصى اللَّه فيك بمثل أن تطيع اللَّه فيه.

و فيها تولى الملك ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بلاد حران بعد وفاة أبيه، بتقرير عمه طغرلبك، و كان له من الإخوة سليمان و قاروت بك، و ياقوتى، فتزوج طغرلبك بأمّ سليمان.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست