responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 82

شبرا من أراضى تلك المملكة، إلا ملتمسا لمعاونتك و مظاهرتك، و إما أن تحافظ على شخصه الغالي بتحويله من القلعة إلى حين تحظى بخدمته، فليمتثل ذلك و يكون الأمير الجليل مخيرا بين أن يلقانا أو يقيم حيث شاء فنوليه العراق كلها، و نستخلفه في الخدمة الإمامية، و نصرف أعيننا إلى الممالك الشرقية، فهمتنا لا تقتضي إلا هذا.

فعند ذلك كتب قريش إلى مهاوش بن مجلى الّذي عنده الخليفة يقول له: إن المصلحة تقتضي تسليم الخليفة إلى، حتى آخذ لي و لك به أمانا، فامتنع عليه مهارش و قال قد غرني البساسيري و وعدني بأشياء لم أرها، و لست بمرسله إليك أبدا، و له في عنقي أيمان كثيرة لا أغدرها، و كان مهارش هذا رجلا صالحا، فقال للخليفة: إن المصلحة تقتضي أن نسير إلى بلد بدر بن مهلهل، و ننظر ما يكون من أمر السلطان طغرلبك، فان ظهر دخلنا بغداد، و إن كانت الأخرى نظرنا لأنفسنا، فانى أخشى من البساسيري أن يأتينا فيحصرنا. فقال له الخليفة: افعل ما فيه المصلحة. فسارا في الحادي عشر من ذي القعدة إلى أن حصلا بقلعة تل عكبرا، فتلقته رسل السلطان طغرلبك بالهدايا التي كان أنفذها، و جاءت الأخبار بأن السلطان طغرلبك قد دخل بغداد، و كان يوما مشهودا، غير أن الجيش نهبوا البلد غير دار الخليفة، و صودر خلق كثير من التجار، و أخذت منهم أموال كثيرة، و شرعوا في عمارة دار الملك، و أرسل السلطان إلى الخليفة مراكب كثيرة من أنواع الخيول و غيرها، و سرادق و ملابس، و ما يليق بالخليفة في السفر، أرسل ذلك مع الوزير عميد الملك الكندري، و لما انتهوا إلى الخليفة أرسلوا بتلك الآلات إليه قبل أن يصلوا إليه، و قالوا: اضربوا السرادق و ليلبس الخليفة ما يليق به، ثم نجي‌ء نحن و نستأذن عليه فلا يأذن لنا إلا بعد ساعة طويلة، فلما فعلوا ذلك دخل الوزير و من معه فقبلوا الأرض بين يديه، و أخبروه بسرور السلطان بسلامته، و بما حصل من العود إلى بغداد، و كتب عميد الملك كتابا إلى السلطان يعلمه بصفة ما جرى، و أحب أن يضع الخليفة علامته في أعلا الكتاب ليكون أقر لعين السلطان. و أحضر الوزير دواته و معها سيف و قال: هذه خدمة السيف و القلم، فأعجب الخليفة ذلك، و ترحلوا من منزلهم ذلك بعد يومين، فلما وصلوا النهروان خرج السلطان لتلقى الخليفة، فلما وصل السلطان إلى سرادق الخليفة قبل الأرض سبع مرات بين يدي الخليفة، فأخذ الخليفة مخدة فوضعها بين يديه فأخذها الملك فقبلها، ثم جلس عليها كما أشار الخليفة، و قدم إلى الخليفة الحبل الياقوت الأحمر الّذي كان لبني بويه، فوضعه بين يديه، و أخرج اثنتي عشرة حبة من لؤلؤ كبار، و قال أرسلان خاتون- يعنى زوجة الملك- تخدم الخليفة، و سأله أن يسبح بهذه المسبحة، و جعل يعتذر من تأخره عن الحضرة بسبب عصيان أخيه فقتله، و اتفق موت أخى الأكبر أيضا، فاشتغلت بترتيب أولاده من بعده، و أنا شاكر لمهارش بما كان منه من خدمة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست