responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 81

قيل له إن القبح في هذا أكثر من المصلحة. فتركه، ثم ركب إلى زيارة المشهد بالكوفة، و عزم على عبور نهر جعفر ليسوق إلى الحائر لوفاء نذر كان عليه، و أمر بأن تنقل جثة ابن مسلمة إلى ما يقارب الحريم الظاهري، و أن تنصب على دجلة. و كتبت إليه أم الخليفة- و كانت عجوزا كبيرة قد بلغت التسعين و هي مختفية في مكان- تشكو إليه الحاجة و الفقر و ضيق الحال، فأرسل إليها من نقلها إلى الحريم، و أخدمها جاريتين، و رتب لها كل يوم اثنى عشر رطلا من خبز، و أربعة أرطال من لحم.

فصل‌

و لما خلص السلطان طغرلبك من حصره بهمذان و أسر أخاه إبراهيم و قتله، و تمكن في أمره، و طابت نفسه، و لم يبق له في تلك البلاد منازع، كتب إلى قريش بن بدران يأمره بأن يعيد الخليفة إلى وطنه، و داره و توعده على أنه إن لم يفعل ذلك و إلا أحل به بأسا شديدا، فكتب إليه قريش يتلطف به و يدخل عليه، و يقول: أنا معك على البساسيري بكل ما أقدر عليه، حتى يمكنك اللَّه منه، و لكن أخشى أن أتسرع في أمر يكون فيه على الخليفة مفسدة، أو تبدر إليه بادرة سوء يكون على عارها، و لكن سأعمل على ما أمرتنى به بكل ما يمكنني، و أمر برد امرأة الخليفة خاتون إلى دارها و قرارها، ثم إنه راسل البساسيري بعود الخليفة إلى داره، و خوفه من جهة الملك طغرلبك، و قال له فيما قال: إنك دعوتنا إلى طاعة المستنصر الفاطمي، و بيننا و بينه ستمائة فرسخ، و لم يأتنا رسول و لا أحد من عنده، و لم يفكر في شي‌ء مما أرسلنا إليه، و هذا الملك من ورائنا بالمرصاد، قريب منا، و قد جاءني منه كتاب عنوانه: إلى الأمير الجليل علم الدين أبى المعالي قريش بن بدران، مولى أمير المؤمنين، من شاهنشاه المعظم ملك المشرق و المغرب طغرلبك، أبى طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق، و على رأس الكتاب العلامة السلطانية بخط السلطان. حسبي اللَّه و نعم الوكيل. و كان في الكتاب: و الآن قد سرت بنا المقادير إلى هلاك كل عدو في الدين، و لم يبق علينا من المهمات إلا خدمة سيدنا و مولانا القائم بأمر اللَّه أمير المؤمنين، و إطلاع أبهة إمامته على سرير عزه، فان الّذي يلزمنا ذلك، و لا فسحة في التقصير فيه ساعة من الزمان، و قد أقبلنا بجنود المشرق و خيولها إلى هذا المهم العظيم، و نريد من الأمير الجليل علم الدين إبانة النجح الّذي وفق له و تفرد به، و هو أن يتم وفاءه من إقامته و خدمته، في باب سيدنا و مولانا أمير المؤمنين، إما أن يأتى به مكرما في عزه و إمامته إلى موقف خلافته من مدينة السلام، و يتمثل بين يديه متوليا أمره و منفذا حكمه، و شاهرا سيفه و قلمه، و ذلك المراد، و هو خليفتنا و تلك الخدمة بعض ما يجيب له، و نحن نوليك العراق بأسرها و نصفى لك مشارع برها و بحرها، لا يطؤها حافر خيل من خيول العجم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست