responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 77

بأن أخاه قد استظهر عليه، و أن طغرلبك محصور بهمذان، فانزعج الناس لذلك، و اضطربت بغداد، و جاء الخبر بأن البساسيري على قصد بغداد، و أنه قد اقترب من الأنبار، فقوى عزم الكندري على الهروب، فأرادت الخاتون أن تقبض عليه فتحول عنها إلى الجانب الغربي، و نهبت داره و قطع الجسر الّذي بين الجانبين، و ركبت الخاتون في جمهور الجيش، و ذهبت إلى همذان لأجل زوجها، و سار الكندري و معه أنوشروان بن تومان و أم الخاتون المذكورة، و معها بقية الجيش إلى بلاد الأهواز و بقيت بغداد ليس بها أحد من المقاتلة، فعزم الخليفة على الخروج منها، وليته فعل، ثم أحب داره و المقام مع أهله، فمكث فيها اغترارا و دعة، و لما خلى البلد من المقاتلة قيل للناس: من أراد الرحيل من بغداد فليذهب حيث شاء، فانزعج الناس و بكى الرجال و النساء و الأطفال، و عبر كثير من الناس إلى الجانب الغربي، و بلغت المعبرة دينارا و دينارين لعدم الجسر. قال ابن الجوزي: و طار في تلك الليلة على دار الخليفة نحو عشر بومات مجتمعات يصحن صياحا مزعجا، و قيل لرئيس الرؤساء المصلحة أن الخليفة يرتحل لعدم المقاتلة فلم يقبل، و شرعوا في استخدام طائفة من العوام، و دفع إليهم سلاح كثير من دار المملكة، فلما كان يوم الأحد الثامن من ذي القعدة من هذه السنة جاء البساسيري إلى بغداد و معه الرايات البيض المصرية، و على رأسه أعلام مكتوب عليها اسم المستنصر باللَّه أبو تميم معد أمير المؤمنين، فتلقاه أهل الكرخ الرافضة و سألوه أن يجتاز من عندهم، فدخل الكرخ و خرج إلى مشرعة الروايا، فخيم بها و الناس إذ ذاك في مجاعة و ضر شديد، و نزل قريش بن بدران في نحو من مائتي فارس على مشرعة باب البصرة، و كان البساسيري قد جمع العيارين و أطمعهم في نهب دار الخلافة، و نهب أهل الكرخ دور أهل السنة بباب البصرة، و نهبت دار قاضى القضاة الدامغانيّ، و تملك أكثر السجلات و الكتب الحكمية، و بيعت للعطارين، و نهبت دور المتعلقين بخدمة الخليفة، و أعادت الروافض الأذان بحي على خير العمل، و أذن به في سائر نواحي بغداد في الجمعات و الجماعات و خطب ببغداد للخليفة المستنصر العبيدي، على منابرها و غيرها، و ضربت له السكة على الذهب و الفضة، و حوصرت دار الخلافة، فجاحف الوزير أبو القاسم بن المسلمة الملقب برئيس الرؤساء، بمن معه من المستخدمين دونها فلم يفد ذلك شيئا، فركب الخليفة بالسواد و البردة، و على رأسه اللواء و بيده سيف مصلت، و حوله زمرة من العباسيين و الجواري حاسرات عن وجوههن، ناشرات شعورهن، معهن المصاحف على رءوس الرماح، و بين يديه الخدم بالسيوف، ثم إن الخليفة أخذ ذماما من أمير العرب قريش ليمنعه و أهله و وزيره ابن المسلمة، فأمنه على ذلك كله، و أنزله في خيمة، فلامه البساسيري على ذلك، و قال: قد علمت ما كان وقع الاتفاق عليه بيني و بينك، من أنك لا تبت برأي دوني، و لا أنا دونك، و مهما ملكنا بيني و بينك. ثم إن البساسيري أخذ القاسم بن مسلمة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست