responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 76

و هو المعروف بالهمز و الردف، و أنه أخذ العربية عن أبيه و اشتغل بحلب على محمد بن عبد اللَّه بن سعد النحويّ، و أخذ عنه أبو القاسم على بن المحسن التنوخي، و الخطيب أبو زكريا يحيى بن على التبريزي، و ذكر أنه مكث خمسا و أربعين سنة لا يأكل اللحم على طريقة الحكماء، و أنه أوصى أن يكتب على قبره:

هذا جناه أبى على* * * و ما جنيت على أحد

قال ابن خلكان: و هذا أيضا متعلق باعتقاد الحكماء، فإنهم يقولون اتخاذ الولد و إخراجه إلى هذا الوجود جناية عليه، لأنه يتعرض للحوادث و الآفات. قلت: و هذا يدل على أنه لم يتغير عن اعتقاده، و هو ما يعتقده الحكماء إلى آخر وقت، و أنه لم يقلع عن ذلك كما ذكره بعضهم، و اللَّه أعلم بظواهر الأمور و بواطنها، و ذكر ابن خلكان أن عينه اليمنى كانت ناتئة و عليها بياض، و عينه اليسرى غائرة، و كان نحيفا ثم أورد من أشعاره الجيدة أبياتا فمنها قوله:

لا تطلبن بآلة لك رتبة* * * قلم البليغ بغير جد مغزل‌

سكن السما كان السماء كلاهما* * * هذا له رمح و هذا أعزل‌

الأستاذ أبو عثمان الصابوني‌

إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن عامر بن عابد النيسابورىّ، الحافظ الواعظ المفسر، قدم دمشق و هو ذاهب إلى الحج فسمع بها و ذكّر الناس، و قد ترجمه ابن عساكر ترجمة عظيمة، و أورد له أشياء حسنة من أقواله و شعره، فمن ذلك قوله:

إذا لم أصب أموالكم و نوالكم* * * و لم آمل المعروف منكم و لا البرا

و كنتم عبيدا للذي أنا عبده* * * فمن أجل ما ذا أتعب البدن الحرا؟

و روى ابن عساكر عن إمام الحرمين أنه قال: كنت أتردد و أنا بمكة في المذاهب فرأيت النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو يقول: عليك باعتقاد أبى عثمان الصابوني. (رحمه اللَّه تعالى).

ثم دخلت سنة خمسين و أربعمائة

فيها كانت فتنة الخبيث البساسيري، و هو أرسلان التركي، و ذلك أن إبراهيم ينال أخا الملك طغرلبك ترك الموصل الّذي كان قد استعمله أخوه عليها، و عدل إلى ناحية بلاد الجبل، فاستدعاه أخوه و خلع عليه و أصلح أمره، و لكن في غضون ذلك ركب البساسيري و معه قريش بن بدران أمير العرب إلى الموصل فأخذها، و أخرب قلعتها، فسار إليه الملك طغرلبك سريعا فاستردها و هرب منه البساسيري و قريش خوفا منه، فتبعهما إلى نصيبين، و فارقه أخوه إبراهيم، و عصى عليه، و هرب إلى همذان، و ذلك بإشارة البساسيري عليه، فسار الملك طغرلبك وراء أخيه و ترك عساكره وراءه فتفرقوا و قل من لحقه منهم، و رجعت زوجته الخاتون و وزيره الكندري إلى بغداد، ثم جاء الخبر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست