نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 75
و قوله
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما* * * دياناتكم مكرا من القدما
و قوله
صرف الزمان مفرق الألفين* * * فاحكم إلهي بين ذاك و بيني
نهيت عن قتل النفوس تعمدا* * * و بعثت تقبضها مع الملكين
و زعمت أن لها معادا ثانيا* * * ما كان أغناها عن الحالين
و قوله
ضحكنا و كان الضحك منا سفاهة* * * و حق لسكان البسيطة أن يبكوا
تحطمنا الأيام حتى كأننا* * * زجاج و لكن لا يعود له سبك
و قوله
أمور تستخف بها حلوم* * * و ما يدرى الفتى لمن الثبور
كتاب محمد و كتاب موسى* * * و إنجيل ابن مريم و الزبور
و قوله
قالت معاشر لم يبعث إلهكم* * * إلى البرية عيساها و لا موسى
و إنما جعلوا الرحمن مأكلة* * * و صيروا دينهم في الناس ناموسا
و ذكر ابن الجوزي و غيره أشياء كثيرة من شعره تدل على كفره، بل كل واحدة من هذه الأشياء تدل على كفره و زندقته و انحلاله، و يقال إنه أوصى أن يكتب على قبره:
هذا جناه أبى على* * * و ما جنيت على أحد
معناه أن أباه بتزوجه لأمه أوقعه في هذه الدار، حتى صار بسبب ذلك إلى ما إليه صار، و هو لم يجن على أحد بهذه الجناية، و هذا كله كفر و إلحاد قبحه اللَّه. و قد زعم بعضهم أنه أقلع عن هذا كله و تاب منه، و أنه قال قصيدة يعتذر فيها من ذلك كله، و يتنصل منه، و هي القصيدة التي يقول فيها:
يا من يرى مد البعوض جناحها* * * في ظلمة الليل البهيم الأليل
و يرى مناط عروقها في نحرها* * * و الملخ في تلك العظام النحل
امنن على بتوبة تمحو بها* * * ما كان منى في الزمان الأوّل
توفى في ربيع الأول من هذه السنة بمعرة النعمان، عن ست و ثمانين سنة إلا أربعة عشر يوما، و قد رثاه جماعة من أصحابه و تلامذته، و أنشدت عند قبره ثمانون مرثاة، حتى قال بعضهم في مرثاة له
إن كنت لم ترق الدماء زهادة* * * فلقد أرقت اليوم من جفني دما
قال ابن الجوزي: و هؤلاء الذين رثوه و الذين اعتقدوه: إما جهال بأمره، و إما ضلال على مذهبه و طريقه. و قد رأى بعضهم في النوم رجلا ضريرا على عاتقه حيتان مدليتان على صدره، رافعتان رءوسهما إليه، و هما ينهشان من لحمه، و هو يستغيث، و قائل يقول: هذا المعرى الملحد و قد ذكره ابن خلكان فرفع في نسبه على عادته في الشعراء، كما ذكرنا. و قد ذكر له من المصنفات كتبا كثيرة، و ذكر أن بعضهم وقف على المجلد الأول بعد المائة من كتابه المسمى بالأيك و الغصون،
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 75