responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 72

ملته و نحلته، و للَّه الحمد. و فيها دخل الملك طغرلبك بغداد عائدا إليها من الموصل فتلقاه الناس و الكبراء إلى أثناء الطريق، و أحضر له رئيس الرؤساء خلعة من الخليفة مرصعة بالجوهر فلبسها، و قبل الأرض ثم بعد ذلك دخل دار الخلافة، و قد ركب إليها فرسا من مراكب الخليفة، فلما دخل على الخليفة إذا هو على سرير طوله سبعة أذرع، و على كتفه البردة النبويّة، و بيده القضيب، فقبل الأرض و جلس على سرير دون سرير الخليفة، ثم قال الخليفة لرئيس الرؤساء: قل له أمير المؤمنين حامد لسعيك شاكر لفعلك، آنس بقربك، و قد ولاك جميع ما ولاه اللَّه تعالى من بلاده، فاتق اللَّه فيما ولاك، و اجتهد في عمارة البلاد و إصلاح العباد و نشر العدل، و كف الظلم، ففسر له عميد الدولة ما قال الخليفة فقام و قبل الأرض و قال: أنا خادم أمير المؤمنين و عبده، و متصرف على أمره و نهيه، و متشرف بما أهلني له و استخدمنى فيه، و من اللَّه أستمد المعونة و التوفيق. ثم أمره الخليفة أن ينهض للبس الخلعة فقام إلى بيت في ذلك البهو، فأفيض عليه سبع خلع و تاج، ثم عاد فجلس على السرير بعد ما قبل يد الخليفة، و رام تقبيل الأرض فلم يتمكن من التاج، فأخرج الخليفة سيفا فقلده إياه و خوطب بملك الشرق و الغرب، و أحضرت ثلاثة ألوية فعقد منها الخليفة لواء بيده، و أحضر العهد إلى الملك، و قرئ بين يديه بحضرة الملك و أوصاه الخليفة بتقوى اللَّه و العدل في الرعية، ثم نهض فقبل يد الخليفة ثم وضعها على عينيه، ثم خرج في أبهة عظيمة إلى داره و بين يديه الحجاب و الجيش بكماله، و جاء الناس للسلام عليه، و أرسل إلى الخليفة بتحف عظيمة، منها خمسون ألف دينار، و خمسون غلاما أتراكا، بمراكبهم و سلاحهم و مناطقهم، و خمسمائة ثوب أنواعا، و أعطى رئيس الرؤساء خمسة آلاف دينار، و خمسين قطعة قماش و غير ذلك.

و فيها قبض صاحب مصر على وزيره أبى محمد الحسن بن عبد الرحمن البازرى، و أخذ خطه بثلاثة آلاف دينار، و أحيط على ثمانين من أصحابه، و قد كان هذا الوزير فقيها حنفيا، يحسن إلى أهل العلم و أهل الحرمين، و قد كان الشيخ أبو يوسف القزويني يثنى عليه و يمدحه.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

أحمد بن عبد اللَّه بن سليمان‌

ابن محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحرث بن ربيعة بن أنور بن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم اللَّه بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو العلاء المعرى التنوخي الشاعر، المشهور بالزندقة، اللغوي، صاحب الدواوين و المصنفات في الشعر و اللغة، ولد يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة و أصابه جدري و له أربع سنين أو سبع، فذهب بصره، و قال الشعر و له إحدى عشرة أو ثنتا عشرة سنة، و دخل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست