responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 71

في الأتون و أكلها، فقيل و سقط طائر ميت من حائط فاحتوشته خمسة أنفس فاقتسموه و أكلوه، و ورد كتاب من بخارى أنه مات في يوم واحد منها و من معاملتها ثمانية عشر ألف إنسان، و أحصى من مات في هذا الوباء من تلك البلاد إلى يوم كتب فيه هذا الكتاب بألف ألف، و خمسمائة ألف و خمسين ألف إنسان، و الناس يمرون في هذه البلاد فلا يرون إلا أسواقا فارغة و طرقات خالية، و أبوابا مغلقة، و وحشة و عدم أنس. حكاه ابن الجوزي. قال: و جاء الخبر من أذربيجان و تلك البلاد بالوباء العظيم، و أنه لم يسلم من تلك البلاد إلا العدد اليسير جدا. قال: و وقع وباء بالأهواز و بواط و أعمالها و غيرها، حتى طبق البلاد، و كان أكثر سبب ذلك الجوع، كان الفقراء يشوون الكلاب و ينبشون القبور و يشوون الموتى و يأكلونهم، و ليس للناس شغل في الليل و النهار إلا غسل الأموات و تجهيزهم و دفنهم، فكان يحفر الحفير فيدفن فيه العشرون و الثلاثون، و كان الإنسان بينما هو جالس إذا انشق قلبه عن دم المهجة، فيخرج منه إلى الفم قطرة فيموت الإنسان من وقته، و تاب الناس و تصدقوا بأكثر أموالهم فلم يجدوا أحدا يقبل منهم، و كان الفقير تعرض عليه الدنانير الكثيرة و الدراهم و الثياب فيقول: أنا أريد كسرة أريد ما يسد جوعي، فلا يجد ذلك، و أراق الناس الخمور و كسروا آلات اللهو، و لزموا المساجد للعبادة و قراءة القرآن، و قل دار يكون فيها خمر إلا مات أهلها كلهم، و دخل على مريض له سبعة أيام في النزع فأشار بيده إلى مكان فوجدوا فيه خابية من خمر فأراقوها فمات من وقته بسهولة، و مات رجل في مسجد فوجدوا معه خمسين ألف درهم، فعرضت على الناس فلم يقبلها أحد فتركت في المسجد تسعة أيام لا يريدها أحد، فلما كان بعد ذلك دخل أربعة ليأخذوها فماتوا عليها، فلم يخرج من المسجد منهم أحد حي، بل ماتوا جميعا. و كان الشيخ أبو محمد عبد الجبار بن محمد يشتغل عليه سبعمائة متفقه، فمات و ماتوا كلهم إلا اثنى عشر نفرا منهم، و لما اصطلح السلطان دبيس بن على رجع إلى بلاده فوجدها خرابا لقلة أهلها من الطاعون، فأرسل رسولا منهم إلى بعض النواحي فتلقاه طائفة فقتلوه و شووه و أكلوه.

قال ابن الجوزي: و في يوم الأربعاء لسبع بقين من جمادى الآخرة احترقت قطيعة عيسى و سوق الطعام و الكنيس، و أصحاب السقط و باب الشعير، و سوق العطارين و سوق العروس و الانماطيين و الخشابين و الجزارين و التمارين، و القطيعة و سوق مخول و نهر الزجاج و سويقة غالب و الصفارين و الصباغين و غير ذلك من المواضع، و هذه مصيبة أخرى إلى ما بالناس من الجوع و الغلاء و الفناء، ضعف الناس حتى طغت النار فعملت أعمالها،، ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌. و فيها كثر العيارون ببغداد، و أخذوا الأموال جهارا، و كبسوا الدور ليلا و نهارا، و كبست دار أبى جعفر الطوسي متكلم الشيعة، و أحرقت كتبه و مآثره، و دفاتره التي كان يستعملها في ضلالته و بدعته، و يدعو إليها أهل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست