نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 70
بالبصرة مدة، و سمع بها من عمر بن عبد الواحد الهاشمي و غيره، و قدم بغداد فاستوطنها، و كان ثقة في نفسه، كثير الفضائل. و من شعره الحسن:
لما تبدلت المجالس أوجها* * * غير الذين عهدت من علمائها
و رأيتها محفوفة بسوى الأولى* * * كانوا ولاة صدورها و فنائها
أنشدت بيتا سائرا متقدما* * * و العين قد شرقت بجاري مائها
أما الخيام فإنها كخيامهم* * * و أرى نساء الحي غير نسائها
و من شعره أيضا:
تصدر للتدريس كل مهوس* * * بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا* * * ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها* * * كلاها و حتى سامها كل مفلس
محمد بن عبد الواحد بن محمد الصباغ
الفقيه الشافعيّ، و ليس بصاحب الشامل، ذاك متأخر و هذا من تلاميذ أبى حامد الأسفراييني، كانت له حلقة للفتوى بجامع المدينة، و شهد عند قاضى القضاة الدامغانيّ الحنفي فقبله، و قد سمع الحديث من ابن شاهين و غيره، و كان ثقة جليل القدر.
هلال بن المحسن
ابن إبراهيم بن هلال، أبو الخير الكاتب الصابئ، صاحب التاريخ، و جده أبو إسحاق الصابئ صاحب الرسائل، و كان أبوه صابئيا أيضا، أسلم هلال هذا متأخرا، و حسن إسلامه، و قد سمع في حال كفره من جماعة من المشايخ، و ذلك أنه كان يتردد إليهم يطلب الأدب، فلما أسلم نفعه ذلك، و كان ذلك سبب إسلامه على ما ذكره ابن الجوزي: بسنده مطولا، أنه رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في المنام مرارا يدعوه إلى اللَّه عز و جل، و يأمره بالدخول في الإسلام، و يقول له: أنت رجل عاقل، فلم تدع دين الإسلام الّذي قامت عليه الدلائل؟ و أراه آيات في المنام شاهدها في اليقظة، فمنها أنه قال له:
إن امرأتك حامل بولد ذكر، فسمه محمدا، فولدت ذكرا، فسماه محمدا، و كناه أبا الحسن، في أشياء كثيرة سردها ابن الجوزي، فأسلم و حسن إسلامه، و كان صدوقا. توفى عن تسعين سنة، منها في الإسلام نيف و أربعون سنة.
ثم دخلت سنة تسع و أربعين و أربعمائة
فيها كان الغلاء و الفناء مستمرين ببغداد و غيرها من البلاد، بحيث خلت أكثر الدور و سدت على أهلها أبوابها بما فيها، و أهلها موتى فيها، ثم صار المار في الطريق لا يلقى الواحد بعد الواحد و أكل الناس الجيف و النتن من قلة الطعام، و وجد مع امرأة فخذ كلب قد أخضر و شوى رجل صبية
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 70